يا نائم الطرف عن سهدي وعن أرقي

يا نائمَ الطَّرفِ عن سُهدي وعَن أرَقي

وفارغَ القَلب مِن وجدي ومِن حُرَقي

إلامَ أُتلِفُها نَفساً مُعَذَّبةً

على نَقيضينِ للإحراقِ والغَرَقِ

وإنَّ أغربَ شَيءٍ أنتَ سامِعُهُ

دَمعٌ يُكفكِفُهُ أجفانُ مُحتَرِقِ

فتارَةً أنا مِن وَصلٍ عَلى طَمَعٍ

وتارَةً أنا مِن يأسٍ عَلى فَرَقِ

كَم رُمتُ إرسَالَ أَنفاسِي مُؤَدِّيةً

عَنِّي إليكَ فقالَ القَلبُ لا تَثِقِ

كأنَّما زَفَراتِي في جَوانِحِها

سَماِئمُ القَيظِ في ذاوٍ من الوَرقِ

ليتَ المحبَّةَ للعُشاق ما خُلِقَت

أو لَيتَني حينَ ذَاقُوا الحُبَّ لم أذُقِ

هذا الفُراقُ وهذا الهَجرُ يَتبَعُهُ

يا قَلبُ صَبراً على مَوتينِ في نَسَقِ

أقولُ للنَّفسِ والأشواقُ تَغلِبُها

كيفَ التَّخَلُّصُ بينَ الوَعرِ والزَّلَقِ

يا عينُ أنتِ سَرحتِ الطّرف فانهَمِلي

يا قلبُ أنتَ أجَلتَ الفِكرَ فاحتَرِقِ