لعمري لئن أمسى الوليد ببلدة

لَعَمري لَئِن أَمسى الوَليدُ بِبَلدَةٍ

سِوايَ لَقَد أَمسَيتُ لِلدَهرِ مُعوِرا

خَلا أَن رزقَ اللَه غادٍ وَرائِح

وَإِنّي لَهُ راجٍ وَإِن سِرتُ أَشهرا

وَكانَ هُوَ الحِصن الَّذي لَيسَ مُسلِمي

إِذا أَنا بِالنَكراءِ هَيَّجتُ مَعشَرا

إِذا صادَفوا دوني الوَليدَ كَأَنَّما

يَرَونَ بِوادي ذي حَماسٍ مُزَعفَرا

تناذرهُ السفّارُ فَاِجتَنَبوا لَهُ

مَنازِلَهُ عَن ذي حَماسٍ وَعَرعَرا

خَضيبُ بَنانٍ ما يَزالُ بِراكِبٍ

يَخُبُّ وَضاحي جِلدِهِ قَد تَقَشَّرا

تَمَهَّلَ رَبعِيّاً وَزايَلَ شَيخَهُ

بِمَأرِبَةٍ لَمّا اِعتَلى وَتَمَهَّرا

وَعايَشَهُ حَتّى رَأى مِن قَوامِهِ

قَواماً وَخَلقاً خارِجِيّاً مُضَبَّرا

تَرَيبَلَ لا مُستَوحِشاً لِصَحابَةٍ

وَلا طائِشاً أَخَذا وَإِن كانَ أَعسَرا

خُبَعثِنَةٌ في ساعِدَيهِ تَزايُلٌ

تَقولُ وَعى مِن بَعدِ ما قَد تَكَسَّرا

شِبالاً وَأَشباهَ الزِجاجِ مُغاوِلاً

مَطَلنَ وَلَم يَلقَينَ في الرَأسِ مَثغَرا

إِذا عَلِقَت قِرناً خَطاطيفُ كَفِّهِ

رَأى المَوتَ رُأيَ العَينِ أَسوَدَ أَحمَرا

وَساراهُم حَتّى اِستَراهُم ثَلاثَةً

نَهيكاً وَنَزّالَ المَضيقِ وَجَعفَرا

عَبيطٌ صُباحِيٌ مِنَ الجَوفِ أَشقَرا

إِذا واجَهَ الأَقرانَ كانَ مِجَنَّهُ

جَبينٌ كَتِطباقِ الرَحا اِجتابَ مُمطِرا