هل كنت في منظر ومستمع

هَل كُنتَ في مَنظَرٍ وَمُستَمِعٍ

عِن نَصرِ بَهراء غَير ذي فَرَسِ

تَسعى إَلى فَتيةِ الأَراقِمِ وَاِس

تَعجَلتَ قيلَ الجُمانِ وَالقَبَسِ

في عارِضٍ مِن جبالِ بِهرا بِها ال

ألّ مَرَينَ الحُروبَ عَن دُرَسِ

مُنتَهزاً مَن لَقوا حَسِبتَهُم

أَحلى وَأَشهى مِن بارِدِ الدِبسِ

لا تِرَهٌ عندَهُم فَتَطلُبها

وَلا هُم نُهزَةٌ لِمُختَلِسِ

جودٌ كِرامٌ إِذا هُم نُدِبوا

غَيرُ لِئامٍ ضُجرٍ وَلا كُبُسُ

صُمتٌ عِذامُ الحُلومِ إِن قَعَدوا

مِن غَيرِ عَيٍّ بِهِم وَلا خَرَسِ

تَقوتُ أَفراسهم نِساؤُهُم

يَزجونَ أَجمالَهُم معَ الغَلَسِ

صادَفت لَما خَرَجت مُنطَلِقاً

جَهمَ المُحَيّا كَباسِلٍ شَرِسِ

فَجالَ في كَفِّهِ مُثقَّفَةٌ

تَلمَعُ فيها كَشُعلَةِ القَبَسِ

بِكَفٍّ حَرّانٍ ثائِرٍ بِدَمٍ

طَلّابِ وَترٍ في المَوتِ مُنغَمِسِ

إِمّا تَقارَش بِكَ الرِماحُ فَلا

أُبكيكَ إِلّا لِلدَلوِ وَالمَرَسِ

حَمِدتَ أَمري وَلُمتَ أَمرَكَ إِذ

أَمسك جَلزُ السِنانِ بِالنَفسِ

وَقَد تَصَلَّيت حَرَّ نارِهِمُ

كَما تَصَلّى المَقرورُ مِن قَرَسِ

تَذبُّ عَنهُ كَفٌّ بِها رَمَقٌ

طَيراً عُكوفاً كَزُوَّرِ العُرُسِ

عَمّا قَليلٍ عَلَونَ جُثَّتَهُ

فَهُنَّ مِن والِغٍ وَمُنتَهِسِ