لبنان وطن الغريب

«لبنانُ يا وطنَ الغريبِ ومجدِهِ

مجدٌ بناه شبابُكَ المهصورُ

تتحطّم الأيامُ تحت نعالهِ

وتصدُّ عنه وصرفُها مقهور

لبنانُ صبراً والخطوبُ جسيمةٌ

إنّ الكريمَ على الخطوبِ صبور

قل للذي يرنو لسفحكَ طامحاً

دون البلادِ مرائرٌ وصُدور

إنْ أعوزتكَ من الرجال أُسودُها

فأهِبْ تُجبْكَ حرائرٌ وبُكور

للّه سفحُكَ والشقيقُ بساطُهُ

والغارُ إكليلٌ وأنتَ أمير

والنورُ مَرَّ به الربيعُ فهزَّهُ

والفطرُ تحت ردائه مقرور

وجثا العرارُ على الصخور وإنّ بَيْـ

ـنَ غصونه القُمْرِيُّ والشّحرور

وهناك في الوادي غديرٌ تائهٌ

متلفّتٌ بين الجبالِ نَفور

يهفو الصباحُ فيستحمّ بمائهِ

وينام فوق ضفافه الديجور

وتعوده الأرواحُ في خَطَراتها

ويُظلّه الصفصافُ والمنثور

ألفَ الرعاةَ فلا يَخاف ربابَهم

فغناؤهم وغِنا المياهِ زفير»