روت نفحات الطيب عن نسمة الصبا

رَوَتْ نَفَحَاتُ الطِّيبِ عَنْ نَسْمِةِ الصِّبَا

حَدِيثَ غَرَامٍ عَنْ سُوَيْكِنَةِ الخِبَا

وَأَهْدَى النَّسِيمُ الحَاجِريُّ سَلاَمَهَا

فَيا لُطْفَ مَا أَهْدَى النَّسِيمُ وَمَا حَبَا

أَيَا صَاحِبي مَا لِلْحِمَى فَاحَ نَشْرُهُ

فَهَلْ سَحَبَتْ لَيْلَى ذِيولاً عَلَى الرُّبَا

فماذا الشَذا إلاَّ وقد زَار طَيْفُهَا

فأهْلاً بطَيْفٍ زارَ مِنْهَا وَمَرْحَبا

فَيا طِيبَ عَيْشٍ مَرْ لِي بِفِنَائِهَا

وَلَوْ عَاد يَوْماً كَأنَ عِنْدِي أَطْيَبا

لَيِاليَّ أُنْسٌ كُلُّهَا سَحَرٌ بها

وَأَيَّامُ وَصْلٍ كُلُّهَا زَمَنُ الصّبا

مُمُنْعَةٌ رَفْعُ الحِجابِ وَضَوْءُهُا

كَفَاهَا فَمَا نْحتَاجُ أَنْ نَتَنَقَّبا

هِيَ الشَمْسُ إلاَّ أنْ نُورَ جَمَالِهَا

يُنَزْهُهَا في الحُسْنِ أنْ تَتَحَجْبا

لَئِنْ أَخْلَفَ الوَسْمِيُّ مَا حِلَ تُرْبِهَا

فقَدْ رَاحَ مِنْ دَمْعِ المُحِبْينَ يَخْصِبَا