شفتان على شفا قبله

“هل عشت القبلة والقصيدة

فالموت إذن

لن يأخذ منك شيئاً”

الشاعر الإغريقي يانيس ريتسوس

**1**

اختبر الأدب بشفتيك

كيف يمكنك أن تصف متعة

ذروتها أن تفقد لغتك؟

كلّما تقدّم بنا الحبُّ نشوة

أعلن العشق موت التعبير

**2**

شفتان تُبقيانك على شَفَا قُبلة

لا شفاعة

لا شفاء لِمَن لثمتا

لا مهرب

لا وجهة عداهما أو قِبلة

مجرد شفتين أطبقتا على عمرك

**3**

ركوة قُبلتك الصباحيّة

قهوة لفمين

أغرق فيها كقطعة سكر

أرتشفها بهال الشكر

حمداً لك

يا مَن وضعت إعجازك في شفتين

وجعلتهما حكراً عليّ

**4**

ما كنت لأُحبّهما إلى هذا الحدّ

شفتاك اللتان نضجتا

بصبرحبّات مسبحة

تسلّقتا شغاف القلب

عناقيد تسابيح وحمد

ما كان لقُبَلِكَ أن تُزهر

على شفتيّ

لو أنّ فمك لم ينبت

بمحاذاة مسجد

**5**

في غفوته

في ذروة عزلته

يواصل قلبي إبطال مفعول قُبلة

فتيلُها أنت

**6**

يا للهفتك

يا لجوعي إليك بعد فراق

ساعة رملية

تتسرّب منها في قبلة واحدة

كل كثبان الاشتياق

**7**

كيف بقبلة تُوقِفُ الزمن؟

كيف بشفتين

تُلقيان القبض على جسد؟

**8**

يا رجلاً

مَن غيرك

سقط شهيداً

مُضرّجاً بالقُبَل؟