أعند الحر للأيام ثار

أَعِندَ الحُرّ للأَيام ثارُ

يُطالِبهُ بِهِ الفلك المُدارُ

رُوَيداً يا زَمان أَرفق قَليلاً

أَما لِلسُكر صَحو أَو خِمار

أَما في ذلة الأَمجاد عَيب

عَلَيكَ وَلا بِهَون الحُرّ عار

يَعزُّ عَلَيَّ أَن يَكبو جَواد

لَدَيكَ وَلا يُقال لَهُ عثار

أَساءَت إِلى كَريم لا تُباري

بِزخرتها أَناملَهُ البِحار

أَقل هِباتِهِ في كُلِ أَرض

كِرام الخَيل أَثقَلُها النضار

فَتي يَهب الحَياة وَلا يُبالي

إِذا ما عَزَّ مال أَو عَقار

تَسيل هِباتُهُ مُتَتابِعات

وَيَتبَع رَفدُهُ مِنهُ اِعتِذار

وَيبسم وَالسَلاهب ساهِمات

عَبوس وَالكَماة لَها اَزورار

بِنَفسي مِن أَودَعَهُ وَصَبري

يُصاحِبهُ وَقَلبي مُستَطار

أَشيعهُ بِأَنفاس مِداد

تَرددهنَّ أَحشاءٌ حِرار

أَحَقاً أَنتَ يا مَولايَ غادٍ

وَبَعدَك لي سُكون أَو قَرار

مَقامي بَعد نَأيك بَل حَياتي

أَرى عاراً بِها وَالعار نار

وَلَكن لَيسَ لِلمَرء اِحتِيال

مَع القَدر المُناح وَلا اِختِيار

فسر في ذمة الرَحمَن وَأَبشر

بِعز بِعدَهُ نعم غزار

فَمثلك كُل ذي كَرَم وَمَجد

لَهُ خَل وَكُلُ الأَرض دار

فَلا نابتكَ نائِبة اللَيالي

فَإِنَّ بَقاكَ لِلدُنيا فَخار

وَدونكها فَواف رائِعات

بِدار عَلى الزَمان بِها عَقار

وَلَم أَمدَحكَ لاستجداءِ نَعمى

وَلا بِعُلاكَ لِلمَدح اِفتِقار

وَلَكن ذاكَ مِن قَلبٍ كَريم

لَهُ شَغف بِمثلِكَ وَاِفتِخار