تورد الدمع من توريد وجنته

تورَّد الدَمع مِن تَوريد وَجنَتِهِ

وَرَقّ جِسمي ضَناً مِن فَرط قسوَتِهِ

كَم لامَني في هَواهُ عاذِلي سَفهاً

وَلَو رَآهُ لفدّاهُ بِمُهجَتِهِ

كَأَنَّما كانَ في الفَردوس فَافتَتَن ال

ولدان وَالحور أَو هاموا بِصورَتِهِ

فَحارَ رضوان وَالأَملاك فيهِ وَفي

جَمالِهِ وَتحاموا شَرَّ فَتنَتِهِ

فَأَخرَجوهُ مِن الفَردوس خِشية أَن

يَستَعيد الحور فيها حُسن طَلعَتِهِ

وَأَسكَن الأَرض كَي يَشتاق ساكِنُها

إِلى الجِنان وَمَن فيها بِرُؤيَتِهِ

لا بِطَرف الطَرف مِن عِندَ رُؤيَتِهِ

كَأَنَّ طَرفيَ مَعقود بِمُقلَتِهِ

أَحشايَ في وَهجِ مِن بَرد ريقَتِهِ

كَأَنَّ قَلبيَ يَصلى نار وَجنَتِهِ

وَلَم أَذُقهُ وَلَو قَد ذُقتَهُ لَشفي

قَلبي المَعنى بِهِ مِن حَر غَلتِهِ

لَكن تَمَنيتُهُ يَوماً فَأَسكَرَني

بِريح خَمرَتِهِ أَو عرف نَكهَتِهِ

لَو حَلَّ هَميانُهُ مِن خصره سَقطت

مِنهُ قُلوب طَواها تَحتَ عقدَتِهِ

مُستَكثر أَن يَعود الطَيف مدنفهُ

وَاِستَقَلُّ تَلافي في مَحبَتِهِ

وَمِن عَنائي بِهِ أَني أَغار عَلى

ذِكر اسمِهِ بَينَ أَهليهِ وَأُسرَتِهِ

أَخشى عَلى خَدّه أَن مثلتهُ ليَ ال

أَفكار وَالوَهم أَن يُدمى لِرقَتِهِ

لَم يَبقَ مِن قَلبيَ المضنى وَلا بَدَني

شَيءٌ يَراهُ فَيفنيهِ بِجَفوَتِهِ

وَلا مِن الدَمع ما أَبكي بِهِ فَلَقَد

يَخف كَرب الشجي عَنهُ بِعبرَتِهِ