فؤاد كما يهوى هواك معذب

فُؤاد كَما يَهوى هَواك مُعَذب

وَقَلبٌ عَلى جَمر الأَسى يَتَقَلب

وَعَين إِذا ما جفف الحُزن دَمعَها

أَتَت بِدُموع مِن دَم القَلب تَسكب

الامَ وَلا ذنب فَدَيتك تَغضب

وَكَم ذا التَجَني وَالجَفا وَالتَجَنُب

تَيَقنت إِن لا صَبر لي عَنكَ ساعَةً

فَأَقصَيتَني إِذ لَيسَ لي عَنكَ مَذهَب

وَعلمك الدَهر الجَفا فَجَفوَتي

فَعاتبت فيكَ الدَهر لَو كانَ يَعتب

وَذلَّت بِحُكم الحُب نَفسي وَلَم تَكَد

وَلَيسَ لِمَن يَهوى عَن الذُل مَهرب

وَعَلَّمتَني كَيفَ التَوَجُع وَالبُكا

وَكَيفَ أَداري الكاشِحين وَارهب

وَأَعرَضت فَاِختَرت الحَمام عَلى البَقا

وَوَرد الرَدى لي دونَ صَدك يَعذب

فَإِن تَرِدني الأَشَواق مُتُّ بِحَسرَتي

وَإِن تَبقني قاسَيت ما هُوَ أَصعَب

أَغِثني بِصَوت يا نَديم فَإِنَّني

لَأَرتاح لِلصَوت الشَجيّ وَإِطرَب

فَإِن تَتَخذ عِندي يَداً لَكَ غَنِني

لِرَب القَوافي ما يَروق وَبِعَجب

أَحِنُّ إِلى أَهلي وَأَهوى لِقاءَهُم

وَأَينَ مِن المُشتاق عَنقاء مغرب

غَريب غَريب الهَمّ وَالقَلب وَالهَوى

وَنَفسي الَّتي تَهوى الرَدى لِيَ أَغرَب

تَرى الماء كَالسُمّ الزَعاف مَع الظَما

إِذا كانَ مِن كَف المقطب يَشرَب

أَقُول لِحُرٍّ يَبتَغي صَفوَ ساعَةٍ

مِن الدَهر إِن النجم مِن ذاكَ أَقرَب

أَتَطلُب في الدُنيا الدَنية راحَةً

وَأَنتَ كَريم النَفس حُرٌّ مُهَذَب

سَقاني نَقيع السُمّ في الشَهد ريقَها

عَلى إِنَّني طبٌّ بِها وَمُجَرب

تغرُّ بِزور ثُمّ تَفتك بِالفَتى

وَقَد يَخدَع الوَغد الشُجاع فَيَضرب

فَلا تَركنن مِنها لِسلم تَريكُهُ

فَكَم غادر يُبدي الرِضى وَهُوَ مغضب

تَلين خداعاً لِلمُقَلب كَشحَها

كَما لانَ بَطن الأَفعوان فَتَلسب

تَجنبت أَخلاق اللئام فَخانَني

وَعاقَبَني دَهري كَأَنِيَ مُذَنب

فَكَم قائل فيكَ اِنقِباض وَوَحشة

فَقُلت لَهُ لا بَل مِن الذَل أَهيب

كَأَنَّ عَلى الأَيّام حُزنِيَ وَاجِبٌ

فَيا كَبدي ذَوبي فَذَلِكَ أَوجبُ