فؤاد ملؤه ألم

فُؤادٌ مُلؤُهُ أَلمُ

وَجِسمٌ حَشوهُ سقمُ

وَعَين كُحلَها سَهَرٌ

وَطَرف دَمعه ديم

وَقَلب وَجدُهُ يَزدا

دان وَصَلوا وَإِن صَرَموا

وَأَغيد لَحظِهِ يَبلو

سَرائِرُنا وَيَتَهم

فَيَنكَشف الضَمير لَهُ

وَلَم يَنطُق هُناكَ قُم

يَجرَحني بِمُقلَتِهِ

جِراحاً لَيسَ تَلتَئِمُ

فَأَقضي بَينَ جُلّاسي

وَيَحييني وَما عَلِموا

قَليل العَدل وَالإِنصا

ف وَهُوَ الخَصم وَالحَكَم

يُصد في أَعدائي

فَيأَخذُني بِما زَعَموا

يُعَذِبُني بِلا ذَنب

وَيَجفوني وَيَنتَقم

وَأَسلاك مِن الشَكوى

وَلَكن دُرَّها كلم

أَجمجِمُها وَتَسبُقني

وَإِنثُرها فَتنَتظِمُ

كَأَدمُع عاشق كَلفٍ

يَكفكفها وَتَنسَجم

وَنَدمان طَرَدَت نُعا

سَهُ وَاللَيل يَنَهزم

وَجفن غَمامِهِ يَبكي

وَثَغر البَرق يَبتَسم

وَجَيشُ الصُبح يَصدم عَسكَر

الظُلما وَيَقتَحم

لَهُ مِن لَو دَمعيَ إِذ

بَدا في شَرقِهِ علم

بِصافية مُشعشَعة

تَصب فَتَتجلى الظُلم

مَدام عَمرت حقباً

فَأَبلى جِسمُها القَدَم

وَغابَت رَقة حَتّى

كَأَنَّ وَجودَها عَدَم

فَقُلت إِلّا تَرى هَمي

أُدافِعُهُ وَيَزدَحم

إِنكَرى مَعرضاً عَني

وَتُهمِلُني وَتَهتَضم

وَلَيسَ لِدَفع هَم النَفس

إِلّا الراح وَالنَغَم

فَهَل لَكَ في مُساعَدَتي

فود الحرّ يَغتَنم

فَأطرق رَأسَهُ خَجَلاً

وَغِنىً وَهُوَ مُحتَشم

عِتاب لَيسَ يَنصَرم

وَحُب لَيسَ يَنكَتم

فَأَزكى نار أَشواقي

وَزاد الوَجد وَالأَلَم

فَقَد أَيقَنتَ إِن الحُ

ب داء لَيسَ يَنحَسم