قد نمت عن أشواقه

قَد نَمَت عَن أَشواقِهِ

وَأَطلت شَد وِثاقِهِ

وَنَسبَتَت عَهد مُتَيم

باقٍ عَلى مِيثاقِهِ

تَرك الوَقار لِلابسيهِ

وَهامَ مِن أَشواقِهِ

هَجر الرِفاق وَكانَ قَبل

أَخا وِداد رِفاقِهِ

طَبع العَذول عَلى أَطا

لة لَومِهِ وَشَقاقِهِ

أَمجرعي كاس النَوى

وَالمَوت دونَ مَذاقِهِ

لا تَترعنهُ فَإِنَّني

أَقضي بِدون دهاقِهِ

رِفقاً بِقَلب مُتَيم

قَد سالَ مِن آماقِهِ

يا وَيح قَلبٍ لَجَّ حَ

رّ البَين في إِحراقِهِ

وَمُهفهف يَحكيه بَد

ر التمّ في إِشراقِهِ

بَزَغَت لِفتنة مِن يَرا

هُ الشَمس مِن أَطواقِهِ

السُقم دونَ دُنوّهِ

وَالمَوت دونَ عِناقِهِ

عف اللَحاظ عَن القُلو

ب يُطيل في إِطراقِهِ

فَإِذا رَنا فَكَأَنَها

عَقَدَت ببند نِطاقِهِ

لَما تَبَسم مِن بُكا

يَ أَلحَّ في إِبراقِهِ

فَإِهتاجَ إِذ عادَ الرَقي

ب وَلجَّ في إِغراقِهِ

قَد عَنَ لي بَرق الحِمى

فارَقَت مِن خِفاقِهِ

وَسَرى الشَمال يَنشُرُهُ

فَذَكى جَوى مُشتاقِهِ

فَطَفَقَتُ أَستَشفي بِهِ

وَردايَ في اِستِنشاقِهِ

فَنَمى لَهُ داء الهَوى

وَيَئست مِن إِفراقِهِ

عَجَباً لِبَردك يا نَسي

م وَأَنتَ مِن عُشاقِهِ

وَمِن العَجائب إِنَّني

قَد عِشتُ بَعدَ فُراقِهِ