لقد هان عندي العدل في جانب الحب

لَقَد هانَ عِندي العَدل في جانب الحُب

وَحالَت بِهِ حالي فَأَنكرني صَحبي

وَلَم يَكُ مِن شَأني الشِكاية وَالبُكا

وَلَو جَلَّ ما أَلقى فَقَد أَصبَحا دَأبي

وَما الحُب إِلّا مُقلة دَمعَها دَم

وَهمٌ عَلى هَمٍّ وَكَربٌ عَلى كَرب

فَيا مَن لَعين لا تَملُّ مِن البُكا

وَيا مَن لِقَلب لا يَفيق مِن الحُب

يَعزُّ عَلى القَلب المُتَيم بَعدَكُم

بِأَني أَرى مَن لا أَود إِلى جَنبي

أَنادمهُ مُستملياً وَحديثهُ

وَصورَتُهُ ما لا يَخف عَلى قَلبي

وَلي سَكَن أَشهى إِلَيَّ حَديثُهُ

مِن القرقف المَمزوج بِالبارد العَذب

بِسائل عَن حالي وَيَصفي الوِداد لي

وَيقلقهُ بَعدي وَيَرتاح مِن قُربي

وَلا عُذر لِلمُشتاق في هَجر الفو

وَلَو كانَ مَحجوباً بِحجب مِن القَضب

وَلَو عُرِضَت مِن دُونِهِ شقة النَوى

وَكَوبد فيها كُل مُستَعضل صَعب

وَلَكنهُ جار الزَمان مَع الهَوى

وَأَظهَر أَنواع العَداوَة وَالحَرب

وَلَيسَ مَع الأَقدار لِلمَرء حيلة

فَلا بُدَّ مِن شَكوى الخَطوب إِلى الرَب