ما كان أغناك يا قلبي عن القلق

ما كان أَغناكَ يا قَلبي عَن القَلَقِ

وَعَن خفوقك يا مَظلوم وَالحرقِ

ما كانَ أَغناكَ يا عَيني عَن النَظَرِ

عَما اِبتَلاكِ بِهَذا الدَمع وَالأَرَق

أَخجَلت مالك رَقي حينَ قُلت لَهُ

تَرى أَري هاجِري الغَضبان مُعتَنِقي

وَسَيدي بي أَدرى ما حكت شيمي

إِن العَفاف وَإِن الصَون مِن خُلُقي

فَراحَ يَندى حَياءً وَرَد وَجنَتِهِ

وَأَطلعت عرقاً كَاللُؤلوءِ النَسق

وَدَبَّ تَوريدها في وَجهِهِ خَجَلاً

فَراحَ دَمعِيَ مثل العارض الغَدق

يا مَن رَأى شَفَقاً يَبدو مِن الفَلَق

وَلا يغطى مِن الأَصداغ بِالغَسَق

وَعاذل كُلُ يَلحاني فَحينَ رَأَى

فَيض الدُموع ارعوى مِن خِشية الغَرَق

عَساكَ يا ساحر الأَجفان وَالحدق

تَرثي فَتُدرك مني آخر الرَمَق

أَنا الغَريب وَلَو أَمسَيتُ في وَطَني

فَغُربَتي كَاِغتِراب الخال في العُنق

قَد حارَ في عِلَتي عَقل الطَبيب كَما

قَد حارَ طَرفيَ بَينَ السحر وَالحَدَق

أَخشى الحمام لِأَني لا أَراكِ إِذا

أَماتَني الشَوق لا أَخشاهُ مِن فَرق