يقضي علي تعسفا

يَقضي عَلَيَّ تَعَسُفا

حكَمٌ أَبي أَن يَنصفا

يا مَن هَواهُ شَفَني

أَنا مَن جَفاكَ عَلى شَفا

قَد مَلَّ جانِبيَ الطَبي

ب وَما مَلَلت مِن الجَفا

إِن كانَ لا يُرضيكَ بر

ئي لا أَلمَّ بِيَ الشِفا

أَصبَحت فيكَ أَرق مَن

نَفس النَسيم وَالطَفا

حَتّى لَقَد دَقيت في

ك عَن الضنار وَعَن الجَفا

أَفبعد هَذا غاية

إِن كانَ هَذا ما كَفى

يا راقد منع المُتيم

هَجرُهُ أَن يَطرفا

لا كانَ دَمعي إِن رَقا

لا قَرّ طَرفي إِن غَفا

حتامَ تَخفي لي الجَفا

ظُلماً وَتَظهر لي الوَفا

وَالحُب اقتل ما يَكو

ن إِذا الحَبيب تَعطَفا

وَالامَ تُبدي لي المَودَ

ة وَالوَفاءَ تَكَلَفا

في كُل عُضو مِنكَ اقرأ

ما تَسرّ مِن الصَفا

فَيَغيب سُكراً مِن تَأَم

ل بَل يَذوب تَلهفا

يا مَن يَلوم أَخا شُجو

ن لِلنبال اِستَهدَفا

خَلِ الفُؤاد وَجفنُهُ

دَنفاً يُناضل مُدنَفا

يا عاذِلي في غَيرة

أَصبَحَت فيها مُسرِفا

إِن الجُنون هُوَ الهَوى

أَفعاقِلٌ مَن عَنَفا

لَيسَ الغَيور عَلى الجَما

ل كَما تَظن مُكلفا

وَالحُب يَردي في المَحبة

غَيرة وَتَعففا

إِني لَأَقضي كُلَما

نَظَروا إِلَيهِ تَأَسَفا

وَيقلُّ عِندي أَن تَمرّ

بِهِ العُيون فَأَتلَفا

ما كُنت أَهلاً لِلجَفا

لَو أَن دَهري أَنصَفا

يا نَفس دونك وَالرَدى

وَعَلَيكَ يا دُنيا العَفا