تألق غربيا فذكرني الخضرا

تألقَ غربيا فذكرني الخضرا

وأذكى لنارِ الشوقِ في كبدي جمرا

إذا ما سلا قلبي بروضِ عُلومِكُم

أتتهُ جُنودُ العَهدِ تطلبُهُ قَسرا

تُثيرُ قتامَ النقعِ في رُحبِ صدرِهِ

فتملكُ منهُ القلبَ والسرَّ والجهرا

ويرتاحُ للغارات من عدوِ خَيلِها

فَيُوري لها جنباً لتأخذَهُ قَهرا

حنيناً إلى أُنسي ومعهدِ رفقتي

ومنشا شبابي لا عدمت بهِ فَخرا

بلادي التي ربَّت وحنّضت وهذبَت

فنائِسُها ما إن يَجُوعُ ولا يعرى

سَقى حَلقَ واديها وكُلَّ حُصونِها

من السحبَ غيثٌ يُمطِرُ العِزَّ والنَّصرا

بنفسي أفديها وأحمد حبَّها

وأقطعُ في مرضاتهِ البرَّ والبحرا

حماها وألقى نفسهُ دون نَيلِها

وقد جالتِ الأيدي بضرَّتِها الأخرى

وصَعَّبَ ملقاها وسهَّلَ عيشَها

وَزَيَّنَ مرآها فللَّهِ ما أدرى

فأضحتوعيناها من العشقِ ما ترى

سِواهُ وقد ضمَّتهُ في جيدِها صدرا

فلا زالَ منصُورَ اللواءِ مُؤَيَّداً

وفخرُ بني عُثمانَ يٌلبِسُهُ سِترا

هُمامَهُمُ عبدُ المجيدِ إمامُهُ

وقُدوَتُهُ في كُلِّ مُعضِلَةٍ كُبرى

يَدومُ لهُ التأييدُ والنصرُ والهنا

ليُبقي لدينِ اللَهِ من عِزِّهِ ذِكرا