أبا ذر رحلت على بعير

أبا ذرٍّ رَحلتَ على بعيرٍ

لو اَنَّ الذَّرَّ يَلْمَسُهُ لَهدَّهْ

بَراهُ السَّيرُ حالاً بعد حالٍ

فأوْهَنَ عَظْمَهُ وأذابَ جِلْدَهْ

عَمدتَ إلى متاعِكَ لم تَدَعْهُ

عليهِ ولم يَدَعْكَ الضّعفُ عِنْدَهْ

شددتَ قُواكَ إذ وَهَنتْ قُواهُ

وَرُضْتَ الأمرَ إذ أبصرتَ جِدَّهْ

وسِرْتَ فكنتَ أصلبَ منه عَزماً

وأصدقَ هِمّةٌ وأشَدَّ نَجْدَهْ

مَشَيْتَ تُريدُ وَجْهَ اللَّهِ حتّى

بلغتَ رَسولَهُ ولَقيتَ جُنْدَهْ

رأوكَ تَؤُمُّهُمْ فرداً فقالوا

أخٌ في اللَّهِ يخشى اللَّهَ جُهْدَهْ

وقال أتى أبو ذَرٍّ فأهلاً

بِصاحبنا الذي ما خان عَهْدَهْ

ألا إنّ الذي يَسْعَى إلينا

ليمشي وَحْدَهُ ويَموتُ وَحْدَهْ

وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ مِن بعدِ هذا

وَسُبحانَ الذي يَختارُ عَبْدَهْ