أغرك يا أسماء ما ظن قاسم

أَغرَّكِ يا أَسماءُ ما ظنَّ قاسمُ

أَقيمي وَراءَ الخِدرِ فَالمرءُ واهمُ

ذكرتُكِ إِنّي إِن تجَلّت غَيابتي

عَلى ما نَمى مِن ذكركِ اليَومَ نادمُ

تَضِيقينَ ذرعاً بِالحِجابِ وَما بِهِ

سِوى ما جَنَت تِلكَ الرُؤَى وَالمَزاعمُ

سَلامٌ عَلى الأَخلاقِ في الشَرقِ كلِّه

إِذا ما اِستُبيحَت في الخُدورِ الكَرائِمُ

أَقاسمُ لا تَقذِف بِجيشكَ تَبتَغي

بِقَومِكَ وَالإِسلامِ ما اللَهُ عالمُ

لَنا من بِناءِ الأَوّلينَ بَقِيَّةٌ

تَلُوذُ بِها أَعراضُنا وَالمحارمُ

أُسائِلُ نَفسي إِذ دلفتَ تُريدُها

أَأَنتَ مِن البانينَ أَم أَنتَ هادمُ

وَلَولا اللَواتي أَنتَ تَبكي مُصابَها

لَما قامَ لِلأَخلاقِ في مِصرَ قائِمُ

نَبذتَ إِلَينا بِالكِتابِ كَأَنَّما

صَحائِفُه مَمّا حَمَلنَ مَلاحمُ

فَفي كُلِّ سَطرٍ مِنهُ حَتفٌ مُفاجئٌ

وَفي كُلِّ حَرفٍ مِنهُ جَيشٌ مُهاجِمُ

حَنانَك إِنّ الأَمرَ قَد جاوزَ المَدى

وَلَم يَبقَ في الدُنيا لِقَومِكَ راحمُ

أَحاطَت بِنا الأُسدُ المُغِيرَةُ جَهرَةً

وَدبَّت إِلَينا في الظَلامِ الأَراقمُ

وَأَبرَحُ ما يَجني العَدُوُّ إِذا رَمى

كَأَهون ما يَجني الصديقُ المُسالمُ

لَنا في كِتاب اللَهِ مَجدٌ مُؤَثَّلٌ

وَمُلكٌ عَلى الحدثانِ وَالدَهر دائِمُ

إِذا نَحنُ شِئنا زَلزلَ الأَرضَ بَأسُنا

وَدانَت لَنا أَقطارُها وَالعَواصمُ

نَصولُ فَنجتاحُ الشُعوبَ وَننثني

بِأَيماننا أَسلابُها وَالغَنائمُ

قَضَينا المَدى صَرعى تَخورُ نُفوسُنا

وَتَخذِلُنا في الناهضينَ العَزائِمُ

فَلم يَكُ إِلّا أَن أَحيط بِملكنا

وَلَم يَك إِلّا أن دَهتنا العَظائِمُ

تَداعَت شُعوبُ الأَرضِ تَسعى لِشأنها

وَغُودِرَ شَعبٌ في الكِنانَةِ نائِمُ

هَمَمنا بربّاتِ الحِجالِ نُريدُها

أَقاطيعَ تَرعى العَيشَ وَهيَ سَوائِمُ

وَإِن امرأً يُلقِي بِلَيلٍ نِعاجَهُ

إِلى حَيثُ تستنُّ الذئابُ لَظالمُ

وَكُلُّ حَياةٍ تَثلِمُ العرضَ سُبّةٌ

وَلا كَحياةٍ جَلَّلتها المَآثمُ

أَتأتِي الثَنايا الغُرُّ وَالطُرَرُ العُلى

بِما عَجزت عَنهُ اللِحى وَالعَمائمُ

عَفا اللَهُ عَن قَومٍ تَمادَت ظُنونُهم

فَلا النَهجُ مَأمونٌ وَلا الرَأيُ حازمُ

أَلا إِنَّ بالإِسلامِ داءً مُخامِراً

وَإِنَّ كِتابَ اللَهِ للدّاءِ حاسمُ