أفتى العوارف والعواطف حاضرا

أَفتى العَوارِفِ وَالعَواطِفِ حاضِراً

وَفَتى العَزائِمِ وَالعَظائِمِ غائِبا

أَرضَيتَ قَومَكَ وَالهِلالَ وَدَولَةً

عَزَّت بِهِمَّتِكَ الكَبيرَةِ جانِبا

فَكَأَنَّما كُنتَ الخَميسَ عَرَمرَماً

وَكَأَنَّما كانت قَناً وَقَواضِبا

عَظَّمتَ حُرمَتَها وَصُنتَ ذِمامَها

وَقَضَيتَ مِن تِلكَ الحُقوقِ الواجِبا

وَدَّعتَنا وَمَضيتَ لا مُتَمَهِّلاً

تَلقى شَدائِدَ جَمَّةً وَمَصاعِبا

وَأَقَمتَ مُغتَرِباً وَما اِغتَرَبَ اِمرُؤٌ

يَنأى فَيَتَّخِذ العَزائِمَ صاحِبا

تَأسو جِراحَ الباسِلينَ مُسالِماً

وَكَأَنَّما تَغشى الجِلادَ مُحارِبا

وَكَأَنَّما جِئنا نُعَظِّمُ غازِياً

مَلَأَ المَسالِكَ وَالدُروبَ كَتائِبا

هَزَّ المَنيعَ مِنَ الحُصونِ فَهَدَّهُ

وَمَضى البَلاءُ بِهِ فَبَزَّ الغالبا

لَيسَ الثَناءُ لِخامِلٍ أَو جاهِلٍ

يُمسي عَلى جِدِّ الحَوادِثِ لاعِبا