أكانوا كلهم داء عياء

أكانوا كُلُّهُم دَاءً عَيَاءَ

فما يَجِدُ الأُساةُ لهم دَواءَ

ألاَ إنّ النَّطَاسِيَّ المرجَّى

أتى يَلقى الأُلى انتظروا اللِّقاءَ

أتى بالحكمةِ الكُبرى رسولاً

فكانَ لِعلّةِ الدُّنيا شِفَاءَ

أَتَطمعُ زَينبٌ بذراعِ شاةٍ

يُسمَّمُ أن يُضَرَّ وأن يُساءَ

أبى المَلِكُ المُهيمِنُ ما أرادتْ

فَخَيَّبَها وكان لهُ وَقَاءَ

أتَتْ تمشِي بها وتقولُ هذا

طعامُكَ فَارْضَهُ وانعمْ مَساءَ

فقال لصحبِهِ رِزقٌ أتانا

فباسمِ الله لا نُحْصِي ثَنَاءَ

فَلَّما ذَاقَها قال اتركوها

فإنّ اللهَ قد كَشَفَ الغِطاءَ

طَعَامُ السُّوءِ مَسْمُومٌ وهذا

أخِي جبريلُ بالأنباءِ جَاءَ

فَكَفُّوا غَيْرَ بَادِرَةِ لِبِشْرٍ

مَضَتْ قَدَراً لِرَبِّكَ أو قَضاءَ

فَيَا لكِ طَعنَةً لم تُبْقِ منه

لِحاجَةِ نَفْسِهِ إلا ذماءَ

إذا رامَ التَّحَوُّلَ أمسكته

ولو قَدرتْ مَفاصِلُهُ لَناءَ

قَضَاها حِجَّةً من ذاقَ فيها

مَرَارَةَ عَيشِهِ كَرِهَ البقاءَ

وحُمَّ قَضَاؤُهُ فَمَضَى رَضِيَّاً

يُبَوَّأُ جَنَّةَ المأوى جَزاءَ

وقال مُحَمَّدٌ يا آلَ بِشرٍ

كَفَى بِدَمِ التي قُتِلَتْ عَزَاءَ

فلاقَت زَينبٌ قتلاً بقتلٍ

وما كانت لصاحبهم كِفَاءَ

أمَنْ حَمَلَ الخِمَارَ من الغواني

كمن حَمَلَ العِمامَةَ واللِّواءَ

كَذلِكَ حُكمُ ربِّكَ في كتاب

أقَامَ السُّبْلَ بَيِّنَةً وِضَاءَ

هُوَ القِسْطَاسُ أُنزلَ مُسْتَقيماً

لِمن يَزِنُ النُّفوسَ أو الدِّماءَ

أتى يحمي الحُقُوقَ ويقتضيها

فلا جَنَفاً يُريدُ ولا عَدَاءَ

بِناءُ العدلِ ليس به خَفاءٌ

فَسُبحانَ الذي رَفَعَ البِناءَ

ألا خَسِرَ اليهودُ ولا أصابوا

طِوالَ الدَّهرِ خَيراً أو نَماءَ

كَأنَّ الغدرَ عِندَ القومِ دِينٌ

فَما يَدَعُ الرجالَ ولا النساءَ