ألا رددوا الأنباء عن فوز ماهر

ألا ردّدوا الأنباءَ عن فوز ماهرِ

فيا لكَ من فوزٍ على الخصمِ باهرِ

وهل خاصم الحرَّ الكريمَ سِوَى امرئٍ

على دولة الأحرارِ غضبانَ ثائرِ

شفى النّفسَ أن قد عاد خصمُ مُحمّدٍ

ذميمَ الخطى يمشي بصفقةِ خاسرِ

محمّدُ هذا بعضُ حقّك فالتمس

بَقِيَّتهُ واسْتَوفِهِ غيرَ ناظرِ

فمثلي يرى الإقدامَ للمرءِ سُؤدُداً

ومِثلُك يأبى حقَّه غيرَ وافرِ

تقدّمَ قَومٌ نازعوا المجدَ أهلَه

وجَدُّوا سِراعاً في انتحالِ المفاخرِ

فما أبصروا منّا امرأً غيرَ مُحجمٍ

ولا وَجدوا من قومنا غيرَ ناصرِ

إذا ما تركتَ الأمرَ تَرجو مصيرَهُ

فلستَ على ألّا يَضيعَ بقادرِ

ألم تَر أنّي قد بررتُ بذمَّتي

فأعرضتُ حتّى فاتني كلُّ فاجرِ

وما لفتىً مثلي على الدّهر ناصرٌ

إذا ما رماني بالدَّعيِّ المُكابر

نَزلتُ على حكم الوفاءِ وغالني

تقلّبُ شعبٍ ذي ألاعيبَ غادرِ

وما أنا بالسَّاعي أُساومُ معشراً

أقاموا بوادي النّيل سُوقَ الضمائرِ

لعمركَ ما حقُّ الشُّعوب دُعابةٌ

ولا حُرمةُ الأوطانِ سِلعةُ تاجرِ

تقدّمْ فما يُغني وقوفُك وَاقْضِها

لُبانةَ حُرٍّ نابهِ الذّكر كابرِ

حمدتُ صنيعَ القومِ إذ جانبوا الهوى

وجئت أُحيّيهم تحيّةَ شاكرِ

هنيئاً لهم لا سَعيُهم بِمُذَمَّمٍ

ولا جَدُّهم إذ آثروك بعاثرِ

أولئك أحرارُ الرجال فليتهم

كثيرٌ إذا ما جَدَّ جِدُّ المُكاثرِ

وليتك تُزجي كلّ يومٍ بشارةً

فقد طال ما بيني وبين البشائرِ

لكَ الخير نَفِّسْ عن أخيكَ بصالحٍ

وإن يَنْسَ ذو عهدٍ فكن خيرَ ذاكرِ

لَمِنْ تتركُ الصّنعَ الجميلَ وهل ترى

سوى أدبٍ غضِّ المُروءةِ ناضرِ

إذا الشّعرُ أدّى الحقَّ للحقِّ خالصاً

فذلك صوتُ النّيلِ لا صوتُ شاعرِ