أما ينهى دعاة السوء عنا

أَمّا يَنهى دُعاةَ السوءِ عَنّا

طَويلُ هَوادَةٍ وَجَميلُ رِفقِ

رُوَيداً مَعشَرَ العادينَ إِنّا

نَطَقنا بِالنَصيحَةِ خَيرَ نُطقِ

وَنَعلَمُ أَن شَعبَ النيلِ طُرّاً

عَلَينا بِالرَجاءِ الحَقِّ يُلقى

لِمِصرَ قُلوبُنا وَلَها هَوانا

عَلى الحالَينِ مَحضاً غَيرَ مَذقِ

لَها ما تَأخُذُ الدُنيا وَتُعطي

وَما تُغني حَوادِثُها وَتُبقي

أَنَحنُ الجاهِلونَ كَما زَعَمتُم

مَعاذَ اللَهُ مِن جَهلٍ وَحُمقِ

أَنَحنُ الخائِنونَ كَما اِدَّعَيتُم

بِأَيَّةِ شيمَةٍ وَبِأَيِّ خُلقِ

زَعَمتُم أَنَّنا طُلّابُ مالٍ

كَذَبتُم إِنَّنا طُلّابُ حَقِّ

وَما مَلَكَت يَدي في الدَهرِ إِلّا

يَراعَ أَمانَةٍ وَلِسانَ صِدقِ

ثَراءُ ذَوي النُهى أَوفى ثَراءً

وَرِزقُ الصالِحاتِ أَجَلُّ رِزقِ

تَوَقَّينا الشَماتَةَ مِن أُناسٍ

ذَوي ضَغنٍ فَما نَفَعَ التَوَقّي

خُذوها كَالصَواعِقِ أَنذَرتكُم

بِرَعدٍ مِن زَواجِرِها وَبَرقِ

تُدَمِّرُ ما بَنيتُم مِن صُروحٍ

تَطيرُ لِهَولِها مِن كُلِّ شقِّ

صُروحُ مُضَلَّلينَ تَعاوَرَتكُم

بُناةُ السوءِ خَلقاً بَعدَ خَلقِ

أَبادَت كُلَّ مَعرِفَةٍ وَفَنٍّ

وَأَفنَت كُلَّ مَقدِرَةٍ وَحِذقِ

هَوَت شُرُفاتُها العُليا وَشاهَت

وُجوهُ القَومِ من سودٍ وَزُرقِ

أَسوءُ سَريرَةٍ وَخَبالُ قَلبٍ

وَلُؤمُ غَريزَةٍ وَفَسادُ عِرقِ

نَعوذُ بِرَبِّنا مِن كُلِّ سوءٍ

وَنَبرَأُ مِن مَعَرَّةِ كُلِّ رِقِّ