أنشروا الآثار واستقصوا السير

أُنشُروا الآثارَ وَاِستَقصوا السِيَرْ

وَاِبعَثوا الأَجيالَ غُرّاً وَالعُصُرْ

إِنَّ لِلآباءِ حَقّاً وَلَنا

غُرَرُ الأَبناءِ يَقفونَ الأَثَرْ

عَلِّمونا كَيفَ نُحيي ذِكرَهُم

وَنُحَيّي فيهِمُ العَهدَ الأَبَرّْ

بورِكَ العَهدُ وَإِن طالَ المَدى

وَتَوَلَّتهُ خُطوبٌ وَغِيَرْ

عَهدُ مِصرَ الحُرُّ إِذ هُمُ أَهلُها

وَإِذِ التيجانُ فيهِم وَالسُرُرْ

أَيُّ مُلكٍ لَم يُزَلزِل رُكنَهُ

مُلكُ خوفو وَرَعمسيسَ الأَغَرّْ

غَمَرَ الأَرضَ بِعِلمٍ زاخِرٍ

وَرَمى الدُنيا بِبِأسٍ مُستَعِرْ

تِلكَ آثارُ الفَراعينِ الأُلى

غَلَبوا الدَهرَ وَهَمّوا بِالقَدَرْ

كَرِهوا مِن عِزَّةٍ أَن يُصبِحوا

كَبَني الدُنيا رَماداً في الحُفَرْ

فَهُمُ اليَومَ حَياةٌ غَضَّةٌ

مِن عِظاتٍ بالِغاتٍ وَعِبَرْ

تَنصَحُ الدَهرُ وَتَهدي أَهلَهُ

وَتُري الجِنَّ أَفاعيلَ البَشَرْ

آيَةُ الأَجيالِ قامَت بَعدَهُم

لِيَراها مَن تَوَلّى أَو غَبَرْ

يَقشَعِرُّ الدَهرُ مِن هَيبَتِها

وَهيَ راسٍ عِزُّها ما يَقشَعِرّْ

إِنَّ في النَيروزِ مِن أَخبارِها

رَنَّةً تَملَأُ نَفسَ المُدَّكِرْ

جَعَلوهُ عيدَهُم فيما مَضى

فَاِجعَلوهُ عيدَ مِصرَ المُنتَظَرْ

عيدُها الحُرُّ يُحَيّي يَومَهُ

مِن بَنيها كُلُّ عالي النفسِ حُرّْ

وَليَكُن أَوَّلَ يَومٍ صالِحٍ

مِن حَياةِ المَجدِ فيها وَالخَطَرْ

نَحنُ في مِصرَ جَميعاً أُخوَةٌ

نَتَلَقّى النَفعَ فيها وَالضَرَرْ

دينُنا الحُبُّ وَمَوفورُ الرِضى

لَيسَ مِنّا مَن تَوَلّى أَو كَفَرْ

فَاِبتَهِج يا عيدُ وَاِذكُر ما تَرى

وَاِروِ لِلأَجيالِ مَأثورَ الخَبَرْ