أهذا هو العدل الذي فيه أطنبوا

أَهَذا هُوَ العَدلُ الَّذي فيهِ أَطنَبوا

وَراحَ بِهِ مِنهُم فَخورٌ وَمُعجَبُ

أَعَدلاً يَرَونَ القَتلَ لَم يَأتِهِم بِهِ

كِتابٌ سِوى ما الظُلمُ يوحي وَيَكتُبُ

وَلِلظُلمِ آياتٌ إِذا هِيَ صافَحَت

يَدَي قادِرٍ ظَلَّت عَلى العَدلِ تَضرِبُ

وَشَرعٌ لِما سَنَّت يَدُ اللَهِ ناسِخٌ

فَلا شَرعَ إِلّا باطِلٌ فيهِ يُشجَبُ

أَخَذتُم بِنَفسٍ أَربَعاً وَنَسيتُمُ

دَماً باتَ يبكيهِ الترابُ المُخَضَّبُ

هُنالِكَ حَيثُ الجُندُ لا تَتَّقي الأَذى

وَلا تَرقُبُ العَين الَّتي ثَمَّ تَرقُبُ

وَما نَقَمَت إِلّا الحَنانَ أَثارَهُ

صَريعٌ تَرَدّى وهو حرَّان مُتعَبُ

فَيا أَسَفاً لِلساكبِ الماءَ فَوقَهُ

يُمازِجُ جاريهِ دَمٌ مِنهُ يُسكَبُ

أَنَنسى نُفوساً أَزهَقوها تَشَفِّياً

وَأُخرى غَدَت في دنشوايَ تُعَذَّبُ

نُفوسٌ تَمَنّى لَو يُساوِرُها الرَدى

فَتَمضي عَلى آثارِ تِلكَ وَتَذهَبُ

تَبيتُ تُناجيها وَلِلحزنِ كَالدُجى

ظَلامٌ يُرَدّي غَيهَباً مِنهُ غَيهَبُ