إلى العزى فقد بلغت مداها

إلى العُزَّى فقد بَلَغتْ مَدَاها

وإنّ على يَدَيْكَ لَمُنتهَاها

أزِلْها خَالدٌ وَاهْدِمْ بِناءً

أُقِيمَ على جَوَانِبِها سَفَاها

بَناهُ الجاهلونَ لها ودَانوا

بِها من دونِ خَالِقِهِم إلها

مُذَمَّمَةٌ تُساقُ لها الهَدَايا

تَظَلُّ دِمَاؤُها تَسْقِي ثَرَاها

رَماها ابنُ الوليدِ فأيَّ شرٍّ

أزالَ وأيَّ داهيةٍ رمَاها

وأين غُرورُ سَادِنها وماذا

أَفَادَ دُعاؤُهُ لمّا دَعاها

أجلْ يا ابنَ الوليدِ لقد دَهَاها

من الهُونِ المُبَرِّحِ ما دَهاها

ويا عَمْرو اتَّخِذْ لِسُوَاعَ بأساً

يُذِلُّ من الطَواغيتِ الجِباها

وَيَنتزِعُ الغوايَةَ مِن نُفُوسٍ

ألحَّ ضَلالُها وطَغَى هَواها

هَدَمْتَ ضَلالَةً شَابَتْ عليها

هُذَيْلٌ بعدَ ما قَضَّتْ صِباهَا

تَطَاولَتِ القُرونُ وما تَناهَتْ

فَقُلْ لِسُواعَ دَهْرُكَ قَد تَنَاهى

رآه وَلِيُّهُ كَذِباً فَوَلَّى

يُسائِلُ نفسَهُ ماذا عَرَاها

وقال شَهِدتُ أنّ اللَّهَ حَقٌّ

وأنَّ النَّفسَ يَنفعُها هُدَاها

جَعلتُ محمداً سَبَبِي فإنّي

أرَى أسبابَهُ شُدَّتْ عُراها

مَناةُ مَنَاةُ مالَكِ من بقاءٍ

وأيُّ شَقِيَّةٍ بَلغتْ مُناها

رماكِ اللَّهُ من زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ

بِمَنْ تَرمِي الجِبالُ له ذُراها

أما نَفَضَتْكِ من خوفٍ وذُعْرٍ

عَرانينُ المُشَلَّلِ إذ لَواها

تَبَارَكَ هادمُ الأصنامِ إنّي

أرَى الأصنامَ تَهْدِمُ مَن بَنَاها

تُضِّلُّ العالمينَ وقَد أتاهم

كِتابُ اللَّهِ يُنْذِرُهُم أذَاها

وما للنَّفسِ تُؤثِرُ أَن تُحَلَّى

سِوَى الإيمَانِ يُلْبِسُها حِلاهَا