إلى ذات السلاسل من بلي

إلى ذاتِ السَّلاسِلِ مِن بَليِّ

وعُذْرَةَ فَامْضِ بُورِكَ مِن مُضِيِّ

تَدَفَّقْ بالأُلى جاشَتْ قُواهُم

إليكَ تَدَفُّقَ السَّيْلِ الأتِيِّ

إلى قومٍ من الأعداءِ تُطوَى

جَوانِحُهُم على الدّاءِ الدَوِيِّ

تَألَّبَ جَمعُهُم من كلِّ أَوْبٍ

يُحاوِلُ بالسّيوفِ حِمَى النَّبيِّ

أهزلٌ من قُضاعةَ أم خيالٌ

غَوِيٌّ جَالَ في جَوٍّ غَوِيِّ

تَوَلَّى الكفرُ أمرَ القومِ فيه

فسوفَ يَرَوْنَ عاقِبَةَ الوَليِّ

جَمعتَ لحربهم يا عمروُ بأساً

يُزلزِلُ كلَّ جَبارٍ عتِيِّ

رأيتَ جُموعَهم شتَّى فهذا

رَسولُكَ جاء بالمَدَدِ القويِّ

عليه أبو عُبَيْدَةَ في سلاحٍ

يَمُجُّ عُصارَةَ الموتِ الوَحِيِّ

نَهاهُ مُحمّدٌ عن كلِّ أمرٍ

تَضِيقُ بهِ وما هو بالعَصِيِّ

يُنازِعُكَ الإمامَةَ ثم يَرْضَى

وتِلكَ سَماحةُ الخُلُقِ الرَّضِيِّ

رَميتَ الكافِرينَ بكل ماضٍ

مِنَ الأبطالِ يَعصِفُ بالرَّمِيِّ

فزالوا عن حظائِرِهِم سِراعاً

ولم تُغْنِ الرِّباقُ عن الشَّوِيِّ

تَوَاصَوْا بالثَّباتِ فَزَلزَلْتُهُم

صَوَاعِقُ ما تَكُفُّ عَنِ الهُوِيِّ

هُوَ البأسُ اسْتَطَارَ فلا ثَباتٌ

لِغيرِ السَّيفِ والبطَلِ الكَمِيِّ

قَضَيْتَ السُّؤْلَ من قَتلٍ وغُنْمٍ

وَنِلْتَ ذُؤابَةَ الشَّرفِ العَلِيِّ

وكنتَ القائدَ الفَطِنَ المُلَقَّى

فُنونَ المكرِ والكَيْدِ الخَفِيِّ

مَنعتَ النّارَ خِيفةَ أن تُعَرَّى

جُنودُكَ شِيمَةَ الحَذِرِ الذّكِيِّ

تُدافِعُ دُونَ عِدَّتِهم عَدُوّاً

تُخادِعُهُ عنِ الأمرِ الجَلِيِّ

ولم تَتْبَعْ قضَاعَةَ إذ تَوَلَّتْ

وإذ ذَهَلَ الصَّفِيُّ عَنِ الصَّفِيِّ

تُقَاتِلُها بسيفٍ من دَهاءٍ

يُمزِّقُها بِحَدٍّ لَوْذَعِيِّ

رَمى الفاروقُ من عَجَبٍ بقولٍ

يُثيرُ حَمِيَّةَ الرَّجُلِ الأبِيِّ

فقال له أبو بكرٍ رُوَيْداً

ولا تَعْدِلْ عَنِ السَّنَنِ السَّوِيِّ

رسولُ اللهِ أكثرُ مِنكَ عِلماً

بِصاحِبِهِ ولستَ لهُ بِسِيِّ

وما للحربِ إلا كلُّ طَبٍّ

يُصرِّفُها برأيٍ عَبْقَرِيِّ

أميرَ الجُندِ يا لكَ من سَرِيٍّ

أصابَ إمارةَ الجُندِ السَّرِيِّ

مَشَى الصِّديقُ والفاروقُ فيه

على أدبٍ من الخُلُقِ السَّنِيِّ

وهل يُقضَى على اسمِ اللهِ أمرٌ

فَيُنكِرُهُ التَّقِيُّ على التَّقِيِّ

إذا استوتِ المراتِبُ وَهْيَ شَتَّى

فما فضلُ اللَّبيبِ على الغَبِيِّ

أجَلْ يا عمروُ ما بِكَ من خَفَاءٍ

إذا فَزَعَ الرجالُ إلى الكَفِيِّ

شَأوتَ السّابِقينَ إلى مَحَلٍّ

يُجاوِزُ غايَةَ الأمَدِ القَصِيِّ

وذلك فضلُ ربِّكَ زِيدَ فيهِ

على يدِهِ لِذِي الجَدِّ الحَظِيِّ

شَأوتَ السّابِقينَ إلى مَحَلٍّ

يُجاوِزُ غايَةَ الأمَدِ القَصِيِّ

وذلك فضلُ ربِّكَ زِيدَ فيهِ

على يدِهِ لِذِي الجَدِّ الحَظِيِّ