اسألي يا نجد أهل الميفعه

اسأَلِي يا نَجدُ أهلَ المَيْفَعهْ

كيف أمسَوا بعد أمنٍ وَدَعَهْ

وانْظرِي ما صَنَعَ الكُفرُ بهم

من أذىً يُعجبه أن يصنَعَهْ

هو صِنْوُ الشّرِّ أو تَوأمُهُ

ما ثَوى في موطنٍ إلا مَعَهْ

ما الذي يعصمُهم من غَالبٍ

جُذوَةِ الحربِ وليثِ المَعْمَعَهْ

جاءهم يقدمُ من أبطالهِ

كلَّ ماضٍ لا يُبالي مَصْرَعَهْ

يَمنعُ الإسلامَ من أعدائِهِ

بدمٍ يأبَى له أن يَمنعَهْ

لو تمشّى الموتُ في بُرْدَتِهِ

حينَ يمشِي للوغَى ما رَوَّعَهْ

أخذوهم أخْذَةً رابيَةً

صَادفْت منهم نُفوساً فَزِعَهْ

ثم آبوا كالنُّجومِ الزُّهرِ في

نِعمةٍ ممّا أصابوا وَسَعَهْ

يا ابنَ زيدٍ قَدِّم العُذَر وقُلْ

يا رسولَ اللَّهِ هل مِن تَبِعَهْ

رَجلٌ أجْمَعَ أن يخدعني

فجعلتُ السَّيفَ يَعلو أخْدَعَهْ

أعلنَ الإسلامَ يَحْمِي دَمَهُ

وله بالكُفرِ نَفْسٌ مُولَعَهْ

قال هل شَقَّ الفتى عن قلبهِ

فَيرى السِّرَّ ويَدْرِي مَوضِعَهْ

يا ابنَ زيدٍ يا له من خُلُقٍ

لستَ بالمؤمنِ حتَّى تَدَعَهْ

ساءَهُ اللّومُ فقلبٌ آسفٌ

يَتَّقِي اللَّهَ ونفسٌ مُوجَعَهْ

تابَ ممّا سَوَّلَ الظنُّ له

وأباها سُنّةً مُبتَدَعَهْ

ليس للمرءِ من الأمرِ سِوَى

ما رآهُ ظاهراً أو سَمِعَهْ

وخفَايا الغيبِ للهِ الذي

يَعلمُ السّرَّ ويَدرِي مَوقِعَهْ

احترسْ ما الظنُّ إلا شُبهةٌ

تتَّقِيها كلُّ نَفْسٍ وَرِعَهْ

وَاتْبَعِ الحقَّ فهذا حُكمُهُ

جاء في القُرآنِ كيما تَتبَعَهْ

ما سبيلُ المرءِ يَرتادُ الهُدَى

كسبيلِ المرْء يَبْغِي المنفعهْ

ما نَأَى المؤمنُ عن عاداتِهِ

حين ينأى عن هَوانٍ وَضِعَهْ