بربك أيها العام الجديد

بِرَبِّكَ أَيُّها العامُ الجَديدُ

أَفيكَ مِنَ الأَماني ما نُريدُ

تَتابَعَتِ الخُطوبُ فَكُلُّ قَلبٍ

حَزينٌ في جَوانِحِهِ كَميدُ

حَمَلناها ثِقالاً لَو تَرامَت

عَلى الأَطوادِ ما فَتِئَت تَميدُ

وَطالَ الصَبرُ وَالأَيّامُ تأتي

وتذهبُ بالحوادثِ وهيَ سودُ

ظلامٌ حالكٌ وأسىً مُقيمٌ

وَشَرٌّ شامِلٌ وَأَذىً شَديدُ

يَوَدُّ الناسُ لَو هَلَكوا جَميعاً

لِيَحجِبَهُم عَنِ الدُنيا اللُحودُ

لَقَد زَهدوا الحَياةَ وَأَبغَضوا

وَلَم يَرحَمهُمُ الخَصمُ العَنيدُ

أَلا يا عامُ بَشِّرنا بِخَيرٍ

فَأَنتَ عَلى مَتاعِبِنا شَهيدُ

عَسى أَن تَنجَلي البَأساءُ عَنّا

وَيُسعِدَ قَومَنا العَيشُ الرَغيدُ

طَلَعَت عَلى بَني الإِسلامِ نوراً

تَحُفُّ بِهِ البَشائِرُ وَالسُعودُ

يُذَكِّرُهُم بِآباءٍ كِرامٍ

مَيامينٍ لَهُم ذِكرٌ مَجيدُ

أَقاموا مَجدَهُم بِالبَأسِ نَخشى

وَنَحذَرُ أَن تُقاوِمَهُ الأُسودُ

وَسَنّوا العَدلَ إيماناً وَتَقوىً

فَكانَ لَهُ بِهِم صَرحٌ مَشيدُ

بِهِ فَتَحوا المَمالِكَ ثُمَّ سادوا

كَذاكَ العَدلُ صاحِبُهُ يَسودُ

مَفاخِرُهُم مَدى الأَجيالِ تَبقى

مُخَلَّدَةً إِذا ذُكِرَ الخُلودُ

هَلُمّوا يا بَني الإِسلامِ نَسعى

عَسى الزَمَنُ الَّذي وَلّى يَعودُ

هَلُمّوا يا بَني مِصرٍ هَلُمّوا

فَما يُجدي الوُقوفُ وَلا يُفيدُ

أَلا يا عامُ أَنتَ لَنا وَليدٌ

يُحَيّي الشَرقَ طالِعُهُ السَعيدُ

لَكَ الصُنعُ الجَميلُ إِذا قَضَينا

بِكَ الأَوطارَ وَالأَثَرُ الحَميدُ

وَفي اللَهِ الرَجاءُ فَما سِواهُ

لِما تَرجو الخَلائِقُ وَالعَبيدُ