بسيفك فيما اخترت من عاجل القتل

بِسيفك فيما اخترتَ من عاجلِ القتلِ

سُقِيتَ ذُعافَ الموتِ فَاشْربْ أبا جَهلِ

هُو السّيفُ لولا الجبنُ لم يَمْضِ حدُّه

ولم يَرْضَ في جِدّ الكريهةِ بالهزلِ

شَهِدْتَ الوغَى تَبغِي على الضّعفِ راحةً

لِنَفْسِكَ من حِقدٍ مُذيبٍ ومن غِلِّ

أفرعونُ إن تجهلْ فلن تَجهَل الوغَى

فَراعينَها مِن ذي شَبابٍ ومن كَهْلِ

أصابَك فيها ما أصابَك من أذىً

وفاتَك ما نالَ الرُّوَيْعِيُّ من فَضْلِ

رَماكُ مُعاذٌ قبله ومُعوّذٌ

وجاءك مَشبوباً حَمِيَّتُهُ تَغلي

سَقى السّيفَ عفواً من دمٍ لك طَيِّعٍ

فَمِن مُرتقَىً صعبٍ إلى مُسْتَقىً سَهْلِ

دَعِ الهزلَ يا ابْنَ الحنظليَّةِ إنّه

هو الجِدُّ كلُّ الجِدِّ لو كنتَ ذا عقلِ

هِيَ اللاّتُ والعُزَّى أضلّتْكَ هذِهِ

وزادتْكَ هذي من ضلالٍ ومن خَبْلِ

مَضَى جارُك المأفونُ خَزيانَ وَانْقَضَتْ

حِبالُك فَانْظُرْ هل ترى الآن من حَبْلِ

لقد كنتَ ترجو أن ترى الهُبَلَ الذي

رَضِيتَ به رَبّاً يَفوزُ ويَسْتَعْلِي

أصبتَ ابنَ مسعودٍ سَناءً ورفعةً

وباءَ عدوُّ اللّهِ بالخِزي والذُّلِّ

فَخُذْ سَيْفَهُ ثم ارفعِ الصَّوتَ شاكراً

فما بعدَ ما أعطاكَ ربُّك من سُؤْلِ