بعد التحية والكرامة كلها

بَعدَ التَحِيَّةِ وَالكَرامَةِ كُلِّها

أَقضي النَصيحَةَ وَالنَصيحَةُ أَوجَبُ

العَدلُ إِن طَلَبَ المُتَوَّجُ جُندَهُ

جُندٌ أَعَزُّ وَقُوَّةٌ ما تُغلَبُ

وَالرِفقُ مِن خَيرِ الأَزمَّةِ لِلفَتى

فيما يَروضُ مِنَ الأُمورِ وَيُركَبُ

فَإِذا مَدَدتَ قُواكَ في أَسبابِهِ

جَذَبَ الجِبالَ إِلَيكَ فيما يَجذُبُ

وإِذا طَلَبتَ رِضى النُفوسِ بِغَيرِهِ

جَمَحَ الإِباءُ بِها وَعَزَّ المَطلَبُ

احكُم بِما شَرَعَ الكِتابُ وَلا تَخَف

خَصماً يَلومُ وَلا صَديقاً يَعتَبُ

وَأَقِم لَنا الحَقَّ المُعَطَّلَ وَاِستَقِم

إِن مالَ أَزوَرُ في الحُكومَةِ أَنكَبُ

الحَقُّ حِصنٌ يَتَّقيهِ وَيَحتَمي

فيهِ الأَشَمُّ مِنَ الحُصونِ الأَهيَبُ

إِنَّ البِلادَ لَها حُقوقٌ جَمَّةٌ

ما لِاِمرِئٍ مِنها وَلا لَكَ مَهرَبُ

الحُكمُ أَيّامٌ تَمُرُّ حَثيثَةً

وَالذِكرُ يُنشَرُ وَالمُؤَرِّخُ يَكتُبُ

فَاِذكُر سَبيلَكَ إِن تَصَرَّمَ عَهدُهُ

وَجَرى لِغايَتِهِ الزَمانُ القُلَّبُ

وَأَرى مَوازينَ الرِجالِ كَثيرَةً

وَأَجَلُّ ما وَزنَ الرِجالَ المَنصِبُ

فَاِختَر لِنَفسِكَ أَيَّ صَوبٍ تَنتحي

وَبِأَيِّ مُضطَرَبٍ تَسيرُ وَتَذهَبُ

ما الحُكمُ يَرفَعُ لِلبِلادِ بِناءَها

كَالحُكمُ يَهدِمُ رُكنَها وَيُخَرِّبُ

اللَهُ يَنظُرُ مِن جَوانِبِ عَرشِهِ

ما أَنتَ فاعِلُهُ وَطَهَ يَرقُبُ

تِلكَ النَصيحَةُ صاغَها لَكَ شاعِرٌ

حُرُّ المَقالَةِ صادِقٌ لا يَكذِبُ

الحَقُّ مَذهَبُهُ وَمَطلَبُ نَفسِهِ

يَرضى لَهُ في الكاتِبينَ وَيَغضَبُ

لا يَتَّقي بَطشَ الظَلومِ إِذا اِنتَحى

وَأَشاحَ في هَبَواتِهِ يَتَوَثَّبُ

ما المَرءُ يُرزَأُ في الحَياةِ وَيُبتَلى

كَالشَعبِ يُرزَأُ بِالوُلاةِ وَيُنكَبُ