بني جذيمة ما في الأمر من عجب

بَنِي جُذَيْمَةَ ما في الأمرِ من عَجَبِ

جَرى القضاءُ على ما كان من سَبِبِ

أظَلَّكُمْ خالدٌ لا شيءَ يَبعثُه

إلا الجهادُ يراه أعظمَ القُرَبِ

لمَّا دعاكم إلى الإسلامِ حينَ دَعا

قُلتم صَبأْنَا فلم يَأثَمْ ولم يَحُبِ

إن كانَ للمرءِ من أعمامِهِ نَسَبٌ

فالدِّينُ عِندَ ذويهِ أقربُ النَّسَبِ

بَنُو سُلَيمٍ وإن خِفْتُم فليس بهم

وبابنِ عوفٍ سِوَى الأوهامِ والرِّيبِ

فيا لها غَمرةً ما اسودَّ جانبُها

حتى تَجلّتْ سِراعاً عن دَمٍ سَرِبِ

سِيءَ النبيُّ بها فالنفسُ آسِفةٌ

والقلبُ ممّا أصابَ القومَ في تَعَبِ

المُسلِمونَ دَمٌ للهِ أو عَصَبٌ

ما مِثلُه من دمٍ جارٍ ولا عَصَبِ

هُمْ في الحوادِثِ إن قَلُّوا وإن كَثروا

بَأسٌ جَميعٌ ورأيٌ غيرُ مُنْشَعِبِ

كلٌّ حرامٌ على كلٍّ فإنْ فِئَةٌ

بَغَتْ على فِئةٍ فاللّهُ في الطَّلَبِ

أَثارها خالِدٌ شَعْواءَ عاصِفَةً

ما كان فيها لدينِ اللَّهِ من أَرَبِ

رَمَى بها وغَواشِي الظنِّ تأخذُه

من كلِّ صَوْبٍ فلم يَرْشُدْ ولم يُصِبِ

إليكَ أبراُ ربِّي من جنايتِهِ

وأنتَ فيما عناني منه أعلمُ بي

قُمْ يا عليُّ فوافِ القومَ مُعتذراً

وَانْشُرْ عليهم جناحَ العاطِفِ الحَدِبِ

وَخُذْ من المالِ ما يَقْضِي الدِّياتِ وما

يُرضِي النُّفوسَ ويشفيها من الغَضَبِ

حَقٌّ علينا دَمُ القتلى ونحن على

عَهْدٍ وثيقٍ وحَبْلٍ غير مُنْقَضِبِ

القومُ أُخوتُنا في اللهِ يَجمعُنا

دِينُ الإخاءِ على الأيامِ والحقَبِ

رَدَّ الإمامُ نُفوسَ القومِ فَائْتَلَفتْ

وَاسْتَحْكَمَ الوُدُّ وَانْحلَّت عُرَى الشَّغَبِ

بالجاهليةِ ممّا هِيضَ جانبُها

ما ليس يَنفذُ من همٍّ ومن وَصَبِ

سَلْها وقد رجعتْ حَسْرَى مُذمَّمةً

هل زادها اللَّهُ إلا سُوءَ مُنْقَلَبِ