جرد السيف أبا بكر فما

جَرِّدِ السّيفَ أبا بكرٍ فما

طُبِعَ السَّيفُ لِيبقَى مُغمدا

تلكَ نجدٌ خَيَّمَ الكُفُر بها

فَاسْتَعِنْ بالله واذْهَبْ مُنجِدَا

جاهِدِ القومَ وزَلزِلْ دِينَهُمْ

أينَ دِينُ الكُفرِ من دينِ الهُدَى

سِرتَ في بأسٍ بعيدِ المُرتمى

ماله في اللَّهِ حدٌّ أو مَدَى

إنها الحربُ فَسِرْ لا تَتَّئِد

وَدَع السَّيفَ وأعناقَ العِدَى

فَارْمِ بِابْنِ الأكوعِ القَوْمَ فما

خُلِقَ المِخلبُ لِلّيثِ سُدَى

هَدَّهم أسْراً وسَبْياً وسَقَى

مَن سقى مِنهُم أفاويقَ الرَّدى

جالَ فيهم جولةً عاصفةً

فَهَوَوْا صَرْعَى وأمْسَوْا هُمَّدا

صَدفوا عن ربِّهم سُبحانَهُ

وأبَوْا أن يُتَّقَى أو يُعبدا

فجزاهم من نَكالٍ ما لَقَوْا

وَيْ كأنَّ اللهيَجزِي المُفسِدا

يا أبا بكرٍ وأنتَ المُرتَجى

أعْطِهِ المرأةَ يَشكُرْها يَدا

إن تكن سَيِّدةً في قومِها

فكفاها أن أصابتْ سيِّدا

عاد منصوراً وسارت معه

فَرقداً يَتبعُ منه فَرقدا

نَظَر اللَّهُ إليها فَبَدا

لرسولِ اللَّهِ فيها ما بدا

قال هَبْها لي فلم يَبخلْ بها

ومضى من أمرِها ما سَدَّدا

هَبطتْ مَكَّةَ في حاجتِهِ

فَهْيَ للصّحبِ من الأسرِ فِدَى

سَرَّهُ أن أطلقَ الشركُ بها

من نفوسٍ حُرّةٍ ما قَيَّدا

اذهبي ما أنتِ من شانِ الأُلَى

أوردوا قومَكِ ذَاكَ الموَرِدا

كذبَ الجُهّالُ فيما زَعموا

ما المباتيرُ المواضِي كالمُدَى