دعا فأثار الساكنين دعاؤه

دَعا فَأَثار الساكنين دعاؤُهُ
وَنادى فَراعَ الآمنين نِداؤُهُ
أَخو وَصَبٍ ما إِن يَحمُّ اِنقضاؤه
وَذو أَرَبٍ ما إِن يَحين قَضاؤُهُ
بِهِ مِن بَني مَصرٍ عَناءٌ مُبرِّحٌ
فَيا لَيتَ شِعري هَل يَزولُ عَناؤُهُ
أَما إِنَّهُ لَو كانَ يَشفِي غَليلَهُ
بُكاءٌ عَلى مِصرٍ لَطالَ بُكاؤهُ
تقسَّمها الأَقوامُ لا ذو حَمِيَّةٍ
فَيَحمي وَلا واقٍ فَيُرجى وَقاؤُهُ
وَما مِصرُ إِلّا مَوطنٌ نَحنُ أَهلُهُ
عَزيزٌ عَلَينا أَرضُهُ وَسَماؤُهُ
فَيا حَبّذا قَبل الشَقاءِ نَعيمُهُ
وَيا حَبّذا بَعد النَعيمِ شَقاؤُهُ
ثَوى فيهِ أَقوامٌ مَلَلنا ثَواءَهم
وَيا رُبَّ ثاوٍ لا يُملُّ ثَواؤُهُ
لَقَد كانَ يَأبى أَن يَذِلَّ لغاصبٍ
فَيا لَيتَ شِعري أَينَ ضاعَ إِباؤُهُ
وَيا لَيتَ شِعري أَيَّةً بانَ عِزُّهُ
وَأَينَ تَولَّى مَجدُهُ وَعَلاؤُهُ
لَقَد كانَ يَرعاه رِجالٌ أَعِزَّةٌ
بِهم مِن صُروفِ الدَهرِ كانَ احتماؤُهُ
همو ضارَبوا عَنهُ فَصانوا ذِمارَهُ
بِصارِمِ عَزمٍ ما يُرَدُّ مَضاؤُهُ
بَني وَطَني لا تُسخِطوهُ عَليكمو
فَلَيسَ سَواءً سُخطهُ وَرِضاؤُهُ
بَني وَطني خَلّوا التَخاذُلَ إِنَّهُ
بَلاؤكمو يَجتاحكم وَبلاؤُهُ
- Advertisement -