رب أحببني وأحبب أسرتي

رَبِّ أَحبِبني وَأَحبِب أُسرَتي

وَاِعفُ عَن قَومي وَبارِك وَطَني

رَبِّ هَذِّبني وَطَهِّر سائِري

مِن قَذىً يَعلَقُ بي أَو دَرَنِ

وَاِصرِفِ المَكروهَ عَنّي وَالأَذى

وَاِكفِني اللَّهُمَّ شَرَّ الفِتَنِ

رَبِّ داوِ النَفسَ مِن أَدوائِها

قَبلَ أَن تُودي وَيُودي بَدَني

كانَ ما كانَ وَلَولا ما مَضى

مِنكَ في تَكوينِهِ لَم يَكُنِ

بِكَ أَستَهدي فَسَدِّدني إِلى

أَرشَدِ السُبلِ وَأَهدى السَنَنِ

رَبِّ وَفِّقني وَكُن عَوني عَلى

شُكرِ ما أَولَيتَني مِن مِنَنِ

أَطهَرُ الأَقلامِ مِن آثارِها

حينَ أُحصيها وَأَزكى الأَلسُنِ

رَبِّ أَمِّني فَإِنّي عائِذٌ

بِرَجاءِ الخائِفِ المُستَأمِنِ

ما لِنَفسي فيكَ ما تَملِكُهُ

غَيرَ ما تَملِكُ نَفسُ المُؤمِنِ

ثِقَةٌ ما خالَطَتها ريبَةٌ

وَيَقينٌ ما بِهِ مِن وَهَنِ

رَبِّ هَذا سَبَبي أُدلي بِهِ

رَبِّ فَاِمدُد سَبَبي لا تُخزِني

هَب لِقَومي مِنكَ جَدّاً عالِياً

يَتَذَرّى عالِياتِ القُنَنِ

جَثَمَ الضَيمُ بِهِم في حُفرَةٍ

جَثَمَت فيها عَوادي الزَمَنِ

كُلَّما قُلتُ أَما مِن نَهضَةٍ

نَهَضَت فيهِم فَهاجَت حَزَني

رُبَّ لَيلٍ بِتُّهُ من أَجلِهِم

يَتَحاماني مَطيفُ الوَسَنِ

ضارِباً في غَمرَةٍ ما تَنجَلي

مِن هُمومٍ كَالخِضَمِّ الأَرعَنِ

طامِياتٍ يَتَرامى مَوجُها

بِالأَماني حائِراتِ السُفُنِ

لَستُ أَدري أَهمو في مَوطِنٍ

يَجمَعُ الأَحياءَ أَم في مَدفَنِ

وَيحَ قَومي غَرَّهُم إِذ هَلَكوا

رَونَقُ القَبرِ وَحُسنُ الكَفَنِ

سَكَنَت نَفسي إِلى اليَأسِ وَبي

مِن هُمومي عاصِفٌ لَم يَسكُنِ

عَزَّتِ الشورى عَلَيهِم فَاِشتَروا

ما اِشتَروا مِنها بِأَغلى ثَمَنِ

ثُمَّ ناموا نَومَةَ الدَهرِ وَما

غَفَلَت عَنهُم عُيونُ المِحَنِ

يا أُساةَ الشَعبِ إِن أَعتِب فَقَد

شَفَّني من دائكم ما شفَّني

عالَجوا مَرضى قُلوبٍ عَمِيَت

وَتَمَشّى داؤُها في الأَعيُنِ

عالَجوا الداءَ وَلَمّا يُعيكُم

وَاِكشِفوا الكَربَ وَلَمّا يُردِني

هُم أَضاعوا حَوزَةَ المُلكِ وَهُم

أَوطَأوهُ أَخمَصَ المُمتَهِنِ

خَذَلوهُ رَوَّعوهُ هَدَموا

مِنهُ ما اِستَنفَدَ جُهدَ المُبتَني