رفيدة علمي الناس الحنانا

رُفَيْدَةُ عَلِّمِي النَّاسَ الحَنانا

وَزِيدي قومَكِ العالينَ شانا

خُذِي الجرحَى إليكِ فأكرمِيهم

وَطُوفِي حولهم آناً فآنا

وإن هَجَعَ النِّيامُ فلا تَنامِي

عَن الصّوتِ المردَّدِ حيثُ كانا

أعيني السّاهِرينَ على كُلومٍ

تُؤرِّقُهُم فمثلُكَ مَن أعانا

هُمُ الأهلون ما عرفوا أنيساً

سِوَاكِ لهم ولا وَجَدُوا مكانا

حَبَاكِ اللَّهُ من تقواهُ قلباً

وَسَوَّى من مراحمِهِ البَنَانا

رَفعتِ لأسلمٍ ذِكراً جليلاً

يُزاحِمُ في مواكبِهِ الزمانا

ضُيوفُ اللَّهِ عِندَكِ في مَحَلٍّ

تُذكِّرُنا مَحاسِنُه الجِنانا

فيا لكِ خَيْمَةً للِبرِّ فيها

جَلالٌ لا يُرامُ ولا يُدَانى

جلالُ اللَّهِ ألقاه عليها

فَجَمَّلَها بروعتِهِ وزانا

نَسيجٌ من شُعاعِ الحقِّ بِدْعٌ

نَزِيدُ على الزمانِ بهِ افتتانا

تَقِلُّ بَدائِعُ النُّسّاجِ عنه

وإن نسجوا اللُّجَيْنَ أوِ الجُمانا

وما يَجِدُ الأديبُ الفردُ وصفاً

يُحيطُ به ولو أفنى البيانا

له في الذّهنِ ترجمةٌ ومعنىً

جَليلُ الشأنِ يُعيِي التُّرجمانا

لساني مُوثَقٌ يا ربِّ هَبْ لي

جَنَاحَ الرِّيحِ أجعلُهُ لسانا

فأذهبُ حيثُ شِئْتُ من القوافي

وأُرسلُها مُحَبَّبَةً حِسانا

وأُلبِسُهَا رُفَيْدَةَ مُعجباتٍ

ضَوامِنَ أن تُجَلَّ وأن تُصانا

رُفَيْدَةُ جاهِدِي وَدَعِي الهُوَيْنَى

فما شَرَفُ الحياةِ لمن تَوَانى

وَرُبَّ مُجاهدٍ بَلَغَ الثُريَّا

وما عَرَفَ الضِّرابَ ولا الطِّعانا

وكم هَزَّ الممالكَ في عُلاها

فَتىً ما هزَّ سَيفاً أو سِنانا

ومن لم يَمْتَحِنْ دُنيا المعالي

فما امتحَنَ الشُّجَاعَ ولا الجبانا

رُفَيْدَةُ ذَلِكَ الإسلامُ حَقّاً

تَبَارَكَ مَن هَداكِ ومن هدانا

تَبَارَكَ ربُّنا ألقَى علينا

سَنا الوَحْيِ المنزَّلِ واصطفانا

هَدَيْنَا العالَمِينَ بِهِ وإنّا

لَنحنُ القومُ لا هادٍ سِوَانَا