سأتبع يوم السبت ما عشت لعنة

سأُتبع يومَ السَّبتِ ما عِشتُ لعنةً

يَطيرُ بها عادٍ من الدّهرِ ضابحُ

يَحيدُ فتلقاهُ وينأى فتنتحِي

تُدافِعهُ عمّا انتوَى وتُكافحُ

يظلُّ كذي الذّنبِ الطّريدِ انْبرت له

عصائبُ شتَّى شرُّها مُتطايحُ

إذا ما ارتمى في الأرضِ ضاقت فِجاجُها

وعضَّت عليه سُبلُها والمنادِحُ

هو اليومُ يومُ الشُّؤمِ ضَجَّ نذيرهُ

ومرَّ به طيرٌ من النّحسِ بارحُ

رمَى مصرَ بالنّكباءِ وانْسابَ ناجياً

كما انسابَ عِفريتٌ من الجنِّ جامحُ

فيا لكَ من رامٍ عنيفٍ وهَدَّةٍ

هي الموتُ إلا ما تبجَّح مازحُ

يقولون نُوّابٌ ودارُ نِيابةٍ

ومُلكٌ ودستورٌ من الحقِّ واضحُ

وحُكّامُ عدلٍ شائعٍ ووزارةٌ

هي الشّعبُ أو رُوحٌ من الشّعبِ صالحُ

وساوسُ أقوامٍ مهاذيرَ ما لهم

من الرأي هادٍ أو من اللُّبِّ ناصحُ

يُنادون باستقلالِ مصرَ ودولةٍ

من الوهمِ لم يَبْلُغْ بها السَّمع صائحُ

كأنّ الأُلى جاءوا بها جاوزوا المَدى

كأن الذي لا يَقبلُ الزُّورَ كاشحُ

كأنّ نُفوسَ القومِ سَكْرَى كأنّها

خَيالٌ تُناجيه النُّهى والقرائحُ

كأنّ الذي يشدو بمكروهِ ذكرهِا

وذكرِ الأُلى غشّوا بها الشّعب نائحُ

أُسائلُ نفسي وَهْيَ وَلَهى من الأسى

أرائكُ مُلكٍ ما أرى أم مَذابحُ

ألا إنّه يومٌ عصيبٌ وموقفٌ

رهيبٌ وخطبٌ للكنانةِ فادحُ

فلا مرحباً بالسّبتِ إن حانِ حينُه

فذلك يومٌ أغبرُ الوجهِ كالحُ

تُسألني الأيّامُ عُذراً ولا رضىً

ولا عُذرَ حتّى يمسحَ السّبتَ ماسحُ

جزى الله سعداً إنّها شهواته

طغت ريحُها فالشرُّ غادٍ ورائحُ

أباح حِمَى مصرٍ وسودانِها معاً

فأمعنَ مُغتالٌ وأوغلَ طامحُ

يُسامِحُ أعداءَ البلادِ ويعتدِي

على قوْمِه شرُّ الحُماةِ المُسامِحُ