سائلوا الأبطال هل ملوا الكفاحا

سَائلوا الأبطالَ هل مَلُّوا الكِفاحَا

يوم ألقوا في الميادين السّلاحا

أقبل القومُ يَجُرُّونَ الظُّبَى

ومَضَوْا فَوْضَى يَجرُّون الجِراحا

الدَّمُ المسفوحُ في آثارهم

يملأ الدُّنيا أنيناً ونُواحا

يا لواءً عصف اللهُ بهِ

واستباح الحقُّ منه ما استباحا

كُنتَ بالأمسِ على هاماتهم

كجناحِ النّسرِ عِزّاً وَطِماحا

غَالَك النّسرُ الذي يطوِي القُوَى

في جَنَاحَيْهِ ويغتال الرّياحا

مَلكَ الجوَّ ببأسٍ لم يَدَعْ

فيه مَغْدىً لِسواهُ أو مَراحا

تزعم الطّيرُ وما من دافعٍ

إن قَضَى للطير أمراً أو تاحا

زاده اللهُ جلالاً إنّه

جَلَّلَ الآفاقَ يُمناً وفلاحا

طَرَدَ النَّحسَ وما يَمنعُه

أن يزيد النّحسَ طرداً وَاكْتِساحا

أنعمي يادولةَ السَّعدِ صَباحَا

وَاغْنَمِي ما شئتِ فوزاً ونجاحا

قُمْتِ بالحُكمِ رشيداً صالحاً

فَاسْتَقرَّ الأمرُ والشّعبُ اسْتَرَاحا

ما ابنُ محمود ولا أصحابُه

كالأُلى اجتاحوا قُوى الشَّعبِ اجْتياحا

ظَلموهُ حَاربوهُ نقموا

أن يُريدَ الحقَّ أو يرضى الصّلاحا

فتنةُ الدجَّالِ كم مِن جاهلٍ

رَاحَ يُلقِي نَفسَهُ فيها فطاحا

للِكريمِ الحُرِّ من أخلاقهِ

معقلٌ لا يبتغي عنه بَراحا

كلُّ شيءٍ باطلٌ في حُكمهِ

غير ما يُورِثهُ المجدَ الصُّرَاحا

أين كبشُ القوم ماذا نَابَهُ

أَعراهُ الضّعفُ أم عَافَ النِّطاحا

طَعنَ الدُّستورَ في مَقتلهِ

فَلَوى قَرْنَيْهِ مَن يلوِي الرِّماحا

جُنَّ بالحكمِ وكانت حاجةٌ

لم يُجاوِزْها طِلاباً واقْتِراحا

قُلتُ لمّا نَالَها واعَجَبِي

هَرمَ الدّهرُ وما ملَّ المِزاحا

يَسْتُرُ العَيْبَ بِعَيْبٍ مِثلهِ

فهو يستشري ويزدادُ افْتِضاحا

سِيرَةٌ سَوْآى وحكمٌ فاجرٌ

ما رأينا مِثلَهُ حُكماً وَقاحا

يا ابْنَ محمودٍ أَغِثْها أُمَّةً

زَادَها القومُ الْتِياعاً والْتِياحا

جَمَحَ الحُمرُ وجاءت بعدهم

دَولةُ الزُّرقِ فَفَاقتهم جِماحا

خَفضوا الهامَ فلمَّا جِئتَها

رَفعتْ أعلامَها هاماً وراحا

عَلَّمُوها كيف تلْغِي دينَها

فهي لا تألوه نَبْذاً وَاطِّراحا

اهدِها المُثلَى وعَوِّدْها التُّقَى

وأَعِدْ أخلاقَها المَرْضَى صِحاحا

واتَّخِذْها يا ابنَ محمودٍ لها

سُنَناً بِيضاً وآداباً سِماحا

ما عَلىَ المُصلحِ يَأْبَى ما أَبَى

قومُه إن لَجَّ مُوتورٌ وصاحا

آلَ محمودٍ عَرفنا فَضْلَكُمْ

فَجَزيناكُمْ وَلاءً وامْتِدَاحا

ما مَنعتُمْ مِصرَ من أنفسكم

حَقَّها الأَوفى ولا كنتم شِحاحا

شيمةُ الشّيخ المُصَفَّى ولدت

شِيَماً غُرًّا وأحلاماً رِجاحا

سَيِّدٌ عالي الذُّرَى نعرفُه

أوسعُ السّاداتِ أكنافاً وساحا