سر فالسعادة حيث كنت تكون

سِر فَالسَعادَةُ حَيثُ كُنتَ تَكونُ

وَمِنَ السَعادَةِ سَيرُكَ المَيمونُ

الحَزمُ هادٍ وَالسِياسَةُ مَركَبٌ

وَالعَزمُ حادٍ وَالمَضاءُ قَرينُ

لَكَ كُلَّ عامٍ رِحلَةٌ تَبغي بِها

ما عَزَّ مِن آمالِنا فَيَهونُ

تَرِدُ المَوارِدَ ما يُكَدِّرُ صَفوَها

قَولُ الوُشاةِ وَلِلوُشاةِ شُؤونُ

سِر فَالقُلوبُ عَلى ركابِكَ حُوَّمٌ

يَبدو لِعَينِكَ سِرُّها المَكنونُ

صَحِبَتكَ تَعلَمُ أَنَّ بِرَّكَ زادُها

وَالبِرُّ بِالحُبِّ الصَريحِ ضَمينُ

اطلُع بِيَلدِزَ كَوكَباً مُتَوَقِّداً

تَنجابُ عَنهُ غَياهِبٌ وَدُجونُ

وَالقَ الخَليفَةَ قَد تَهَلَّلَ وَجهُهُ

بِشراً وَخَفَّ إِلَيكَ وَهوَ رَصينُ

وَتَذَكَّرا العَهدَ القَديمَ وَجَدِّدا

عَهداً عَنِ الوُدِّ المَتينِ يُبينُ

كَثُرَت ظُنونُ الجاهِلينَ وَقَلَّما

تَبقى إِذا وَضَحَ اليَقينُ ظُنونُ

كَذَبوا فَما اِنتَقَضَ الَّذي أَبرَمتُما

وَالظَنُّ في بَعضِ الأُمورِ يَخونُ

أَتَهيجُهُم طَشيوزُ وَهيَ سَحابَةً

تَمضي كَما يَمضي السَحابُ الجُونُ

إِنَّ الخَليفَةَ لَيسَ يِعدُو عِلمُهُ

أَنَّ الأَميرَ حُسامُهُ المَسنونُ

وَمِنَ السِياسَةِ أَن يَظَلَّ مُذَرَّباً

تَعنو لَهُ هامُ العِدى وَتَدينُ

عَبّاسُ إِنَّكَ لِلَّذينَ تَسوسُهُم

حِصنٌ يَرُدُّ العادِياتِ حَصينُ

يَأبى اِشتِدادَ الخَطبِ حينَ تَروضُهُ

عَزمٌ لَهُ النُوَبُ الشِدادُ تَلينُ