ظماء تريد الري من ذا يذودها

ظِماءٌ تُريدُ الرِيَّ مَن ذا يَذودُها

أَتُوزَعُ والأقوامُ شَتَّى ورُودُها

دَعُوها وبَرْدَ الماءِ تَنْقَعْ به الصَّدَى

ولمّا تَذُبْ أَحْشَاؤُها وكُبودُها

هو الموتُ إن ذِيدَتْ عنِ الوِردِ هيمُها

وظلَّتْ حَيارَى في يَدَيْ من يَقودُها

أَفي العدلِ أن لا ترفعَ الرّأسَ أُمَّةٌ

يُهِيبُ بها الدّاعِي وتأْبَى قُيودُها

أُعِدَّتْ لها الأغلالُ شتّى وإنّما

أُعِدَّتْ لها أكفانُها ولُحودُها

فلا عَدْلَ حتّى تُسْتَردَّ حُقوقُها

ويُقْضَى لها استقِلالُها ووجودُها

إذا لم تَسُدْ مِصرٌ ولم تَحْيَ حُرَّةً

فليس لمِصريٍّ حَياةٌ يُريدها

ولن تُدرِكَ الأقوامُ معنى حياتِها

إذا رُزِئَتْ بالأجنبيِّ يسودها

رَضينا بما سَنَّ الرّئيسُ فإن تكن

له شِرعةٌ عَدْلٌ فتلكَ حُدودها

نُريدُ حياةً في الممالك حُرّةً

تُطالِعُنا بعد النُّحوسِ سُعودُها

لنا شأننا في مصر تبغي بنا العُلَى

فَنقضِي لها أوطارَها ونَزيدُها

سَيُقْضَى لنا إن كان في الأرضِ عادلٌ

بِرَدِّ حُقوقٍ ما يُطاقُ جُحودُها