عام أهاب به الزمان فأقبلا

عامٌ أَهابَ به الزّمانُ فأقبلا

يُزجِي المواكبَ بالأهِلَّةِ حُفّلا

مَلَكَ الحوادثَ فهي من أجنادهِ

تأتي وتَذهبُ في الممالكِ جُوّلا

آناً يَهُدُّ بها الشُّعوبَ وتارةً

يبني لها المُلكَ الأشمَّ الأطولا

يا أيّها العامُ الجديدُ أما ترى

أمَمَ الكتابِ حِيالَ مَهدِكَ مُثّلا

فَزِعَتْ إليكَ تقصُّ من أنبائها

ما رَاعَ راويةَ الدُّهورِ فأجفلا

وتَسوقُ بين يديك من آمالها

ما أَخلفَ الزّمنُ العَسوفُ وعطّلا

عبثت بها الأعوامُ قبلك فانجلت

عن لاعجٍ صَدَعَ القُلوبَ وما انجلى

صُنْها عنِ اليأسِ المُميتِ وكن لها

عامَ الحياةِ تَنَلْ مراتِبَها العُلى

رَفعتْ على آيِ الكتابِ بِناءَها

زمناً فهدَّ الهادمين وزَلْزَلا

أَرِنا كِتابَكَ أو فَدَعْه مُحجَّباً

إنّا نَراهُ على المغيبِ مُؤمَّلا

لسنا بني الخُلفاءِ إن لم نَبْنِه

مجداً على هامِ النُّجوم مُؤثَّلا

الله علّمنا الحياةَ رشيدةً

وأبى علينا أن نَضِلَّ ونجهلا

قُلْ للأُلىَ جَهِلوا اذْهبوا بكتابكم

إنّا لَنَتَّبِعُ الكتابَ المُنزلا

الحقُّ عِصمتُنا نَصونُ سِياجَهُ

بالعلمِ يَمنعُ أن نُضامَ ونُخْذَلا

والعدلُ قُوّتُنا التي نرمِي بها

أَعْدَى العِدَى فَنُصيبُ منه المقتلا

يا باعثَ الحربِ العَوانِ تَشوقُه

فيشُبُّها مِلءَ الممالكِ مُوغِلا

أَعِدِ المناصِلَ في الغُمودِ بريئةً

فالحقُّ إن حاربتَ أقطعُ مُنْصَلا

وَدَعِ المعاقلَ والحُصونَ فلن ترى

كالعلمِ حصناً للشُّعوبِ ومعقِلا

المجدُ للبطلِ المصونِ لِواؤُه

عن أن يُعَلِّ من الدّماءِ ويُنهَلا

يا طلعةَ العامِ الجديدِ تهلَّلي

فالعهدُ بالأعوامِ أن تتهلّلا

طَلعتْ على الإسلامِ في إقبالِه

نُوراً من الأُفُقِِ المُحبَّب مُقبلا