- Advertisement -

عرش القياصر والقضاء إذا جرى

عَرشَ القَياصِرِ وَالقَضاءُ إِذا جَرى

هَوَتِ العُروشُ وَطارَتِ التيجانُ

أَخَذَتكَ في عالي جَلالِكَ هِزَّةٌ

صَعِقَت حِيالَ جَلالِها الأَزمانُ

خَفَقَت حَوالَيكَ الشُموسُ وَأَيقَنَت

أَنَّ البُروجَ تَخونُها الأَركانُ

صَدَعَ القَياصِرَ أَجمَعينَ وَهَدَّهُم

ما هَدَّ مِنكَ الدَهرُ وَالحِدثانُ

أَلوى بِميخائيلَ فيكَ وَبِطرُسٍ

ما ذاقَ بولُسُ وَاِشتَكى إيفانُ

رَفَعوا بِناءَكَ صاعِدينَ فَما اِنتَهوا

حَتّى تَصَدَّعَ وَاِنتَهى البُنيانُ

ما زِلتَ تَقتَنِصُ المَمالِكَ رامِياً

حَتّى رَماكَ الواحِدُ الدَيّانُ

عَرشٌ تَأَلَّبَتِ الرَواجِفُ حَولَهُ

فَهَوى بِشامِخِ عِزِّهِ الرَجفانُ

رامَتهُ فَاِستَعلى فَجاشَ مَغيظُها

فدنا وَغالَ إِباءَهُ الإِذعانُ

ضَجَّت شُعوبُ الأَرضِ عِندَ هُوِيِّهِ

وَاِرتَجَّتِ الأَقدارُ وَالبُلدانُ

انظُر إِلى مَجدِ العُروشِ وَعِزِّها

في آلِ رومانوفَ كَيفَ يُهانُ

وَإِلى القَياصِرِ كَيفَ يَسلُبُ مُلكَهُم

رَيبُ الزَمانِ وَصِرفُهُ الخَوّانُ

إِنَّ الَّذي هَزَّ المَمالِكَ بَأسُهُ

أَمسَت تَهُزُّ فُؤادَهُ الأَشجانُ

ثارَت عَلَيهِ شُعوبُهُ وَهُمومُهُ

فَتَأَلَّبَ الطوفانُ وَالبُركانُ

عَبَدوهُ فَوقَ سَريرِهِ مِن هَيبَةٍ

حَتّى هَوى فَإِذا بِهِ إِنسانُ

تَرضى الشُعوبُ إِلى مَدىً فَإِذا أَبَت

رِضِيَ الأَبِيُّ وَطاوَعَ الغَضبانُ

وَالحُكمُ إِن وَزنَ الأُمورَ بِواحِدٍ

غَبَنَ الشُعوبَ وَخانَهُ الميزانُ

في عِصمَةِ الشورى وَتَحتَ ظِلالِها

تُحمى المَمالِكُ كُلُّها وَتُصانُ

تُدني الشُعوبَ إِذا تَباعَدَ أَمرُها

فَالكُلُّ تَحتَ لِوائِها إِخوانُ

وَالرَأيُ أَسطَعُ ما يَكونُ إِذا اِنجَلَت

شُبُهاتُهُ وَأَضاءَهُ البُرهانُ

المَجدُ أَجمَعُ وَالجَلالُ لِأُمَّةٍ

صَدَقَت عَزيمَتُها وَعَزَّ الشانُ

جَمَحَ الإِباءُ بِها وَأَذعَنَ غَيرُها

فَالعَيشُ ذُلٌّ وَالحَياةُ هَوانُ

اللَهُ يَحكُمُ في المَمالِكِ وَحدَهُ

وَلِكُلِّ شَيءٍ مُدَّةٌ وَأَوانُ

- Advertisement -

- Advertisement -

اترك تعليقا