عيينة أمسكت العجوز تريدها

عُيَيْنَةُ أمسكتَ العجوز تُريدُها

عَتاداً يُفيدُ اليُسْرَ مَن كان مُعسِرَا

ضَنَنْتَ بأُمِّ الحَيِّ تُغْلِي فِدَاءَها

فَيَا لَكَ رأياً غَيرُهُ كانَ أجْدَرَا

تَسُومُ زُهيراً أن يَزيدَكَ ضلَّةً

عَلَى مائةٍ لو كان غِرّاً لأكثرا

رَمَاكَ به مَكراً خَفِيّاً فلم يَزَلْ

يَضيقُ عليكَ الأمرُ حتى تَعَذَّرا

لقد كان فيما قالَ أوَّلَ مَرَّةٍ

غِنَىً لَكَ لو كنتَ امرأً مُتَبَصِّرا

يَظَلُّ يُرِيكَ الزُّهدَ في شَيْخَةٍ لهُ

يَرَاهَا مِنَ الدنيا أجَلَّ وأكبرا

فَتَدعوه أقْبِلْ لستُ فيها بِرَاغبٍ

إذا بَلَغَ الأمرُ الفِداءَ الميَسَّرا

فداها بِسِتٍّ لو أبيتَ لَسُقْتَها

إليه بلا شيءٍ وَحَسْبُكَ ما تَرَى

ألَيْسَتْ كما قالَ ابْنُها ما لمثلها

على الضَّنِّ إلا أن تموتَ فَتُقْبَرَا

أما والذي لو شاءَ لم تَعْصِ أمرَهُ

لقد جِئتَ أمراً يا عُيَيْنَةُ مُنكرا

فنفسَكَ فَاحْمِلْها على البرِّ إنّه

لأَربَحُ مِمّا تَحمِلُ الأرضُ مَتْجَرَا

وما طَمَعُ الإنسانِ فيما يفوته

إذا ما دَعَا الدّاعِي فَوَلَّى وأدبرا