كم دون مية من عين أحاذرها

كَم دونَ مَيَّةَ مِن عَينٍ أُحاذِرُها

مَخوفَةٍ وَلِسانٍ رائِعٍ ذَرِبِ

أَمّا الخَيالُ فَما يَنفَكُّ يَطرُقُني

بَعدَ الهُجوعِ وَما يَنفَكُّ في طَلَبي

قُل لِلعَواذِلِ في ماوِيَةَ اِتَّئِبوا

فَلَستُ في حُبِّها يَوماً بِمُتَّئِبِ

أَمسى الوَفاءُ لَها في قَومِها خُلُقاً

يَنأى بِها عَن مَقالِ الزورِ وَالكَذِبِ

فَما تَغُرُّ أَخاها إِذ تُحَدِّثُهُ

وَلا تُقارِفُ يَوماً مَوطِنَ الرِيَبِ

خالَفتُ في حُبِّها قَومي الأُلى عَلِمَت

واحَيرَتي اليَومَ بَينَ التُركِ وَالعَرَبِ

قالوا هُبِلتَ أَتَبغي بَينَهُم نَسَباً

هَيهاتَ ما لَكَ في الأَعرابِ مِن نَسَبِ

فَقُلتُ وَالشِعرُ تُنميني رَوائِعُهُ

لَولا الأَعاريبُ قَد عُرّيتُ مِن أَدَبي

إِذَن لَما اِنبَعَثَت عَنّي مُغَلغَلَةٌ

مِنَ القَوافي تَهُزُّ الأَرضَ بِاللَجَبِ

مِنَ المُسَوَّمَةِ اللاتي رَمَيتُ بِها

صَيدَ المُلوكِ فَلَم تُخطِئ وَلَم تَخِبِ

يا اِبنَ الخَلائِفِ أَبقوا كُلَّ مَنقَبَةٍ

شَمّاءَ باذِخَةً غابوا وَلَم تَغِبِ

لَقُمتَ فينا بِأَمرِ اللَهِ مُرتَقِباً

تَرُدُّ عَنّا العِدى مِن كُلِّ مُرتَقِبِ

وَرُبَّ ذي عِلَّةٍ داوَيتَ عِلَّتَهُ

بِالمَشرَفِيِّ فَلَم تَظلِم وَلَم تَحُبِ

إِنَّ الخَليفَةَ لَو صَكَّت عَزائِمُهُ

نَوائِبَ الدَهرِ ذي الحِدثانِ لَم تَنُبِ

بُشرى الحَجيجِ إِذا سارَ البُخارُ بِهِ

غَداً فَأَنساهُ سَيرَ الأَينُقِ النُجُبِ

تَشكو الوَنى وَالوَجى إِن كُلِّفَت خَبَباً

وَمَن لِواهِنَةِ الأَعضادِ بِالخَبَبِ

هَذي الخِلافَةُ طابَت نَفسُها وَغَدَت

فَرحى وَلَولاكَ لَم تَفرَح وَلَم تَطِبِ