مضى الرأي حتى ما لنا متردد

مَضى الرَأيُ حَتّى ما لَنا مُتَرَدَّدُ

فَجِدُّوا وَلَمّا يَمضِ لِلجِدِّ مَوعِدُ

هِيَ الحادِثاتُ اِستَوفَضَت تَتَمَرَّدُ

فَلا تَذَرُنَّ اليَومَ يَتبَعُهُ الغَدُ

أَنَسكُنُ وَالأَهرامُ مُرتَجَّةُ الذُرى

وَنَرضى وَأَمرُ النيلِ فَوضى مُبَدَّدُ

رَمى جَدَّهُ قَومٌ تَظَلُّ سِهامُهُم

بِأَحشائِهِ مِنها مُصيبٌ وَمُقصِدُ

إِذا ما اِستَقَرَّت في الجَوانِحِ هاجَها

بُكاءُ الثَكالى وَالرَنينُ المُرَدَّدُ

أَلا إِنَّهُ الشَعبُ الجَريحُ المُصفَّدُ

فَمَن يَكُ ذا جِدٍّ فَقَد أَقصَرَ الدَدُ

لَعَمرُكَ ما يَعتامُ ذو الحَزمِ خُطَّةً

فَيَعمَدُ إِلّا لِلَّتي هِيَ أَرشَدُ

أَما وَالأُسارى اللاعِبينَ لَقَد بَكَت

قُيودُهُمُ اللاتي تُغارُ وَتُحصَدُ

يَرَونَ وُجوهَ الأَمرِ يُمناً وَقَد جَرى

بهِ الطَيرُ نَحساً فَهوَ أَشأَمُ أَنكَدُ

إِذا بَشَّرَ الأَقوامَ بِالوَيلِ صائِحٌ

فَماذا يَقولُ المُنذِرُ المُتَهَدِّدُ

أَبَينا فَما نَرضى مِنَ الأَمرِ ما رَضوا

وَإِنّا لَنَستَعلي فَنَأبى وَنَحرَدُ

أَنُذعِنُ لِلحُكمَينِ أَمّا الَّذي لَهُم

فَجَمٌّ وَأَمّا ما لَنا فَمُصَرَّدُ

عَذيري مِنَ المَحروبِ يُسلِمُ نَفسَهُ

فَلا عِرضُهُ يَبقى وَلا هُوَ يُحمَدُ