من كان يؤثر أن يجيب فقد دعا

مَن كان يُؤثِرُ أن يُجيبَ فقد دعا

عبدُ المجيدِ خليفةُ المختارِ

لَبُّوا الخليفةَ وَاشْرَعوا لِنُفوسِكم

سَنَنَ الوفاءِ وخُطّةَ الإِيثارِ

وَقَفَ النبيُّ يَضِجُّ حول لوائِه

ويَصيحُ بالمتردّدينَ بَدارِ

مُدّوا الأكفَّ مُبايعينَ فإنّه

يومُ النبيِّ وموقفُ الأنصارِ

لا تَتْبَعوا المُتخلِّفين فإنّهم

جُنْدُ الغُواةِ وشِيعةُ الأغرارِ

يبغون دينَ المالِ في أربابِه

والدّينُ دينُ الواحدِ القهّارِ

هل صِينَ حقُّ القومِ أو مُنِعَ الحِمى

بمُساوِمينَ على الذِّمارِ تِجارِ

إنّ الخلافةَ قد تَداركَ سُورَها

بأسٌ يُزيلُ شواهِقَ الأسوارِ

عَزّتْ بأسيافِ الغُزاةِ ولن ترى

عِزَّاً كحدِّ الصّارمِ البتّار

لمّا رَمَى القَدَرُ المُروِّعُ رُكنَها

كانوا لها جُنداً من الأقدارِ

أَشَهِدْتَ ما عَقدَ الهُداةُ وأَبرَمتْ

أيدي الحُماةِ الجِلَّةِ الأخيارِ

فَشهِدتَ حَلَّ المُشكلاتِ على يدٍ

عَقدتْ لِواءَ الجحفلِ الجرّارِ

ورأيتَ كيف تعودُ طاغيةُ القُوى

بعد الطِّماحِ بذلّةٍ وصغَارِ

رفعوا المنارَ لكلّ شعبٍ حائرٍ

أعمى المطالبِ جامحِ الأوطارِ

يُزجِي الرَّجاءَ بكلّ أغبرَ قاتمٍ

خافي المعالمِ طامسِ الآثارِ

والنّاسُ في الدُّنيا مَنارُ هدايةٍ

ومُضلَّلٌ لا يهتدي بمنارِ

قُلْ للكنانةِ جَدَّ كلُّ مُجاهدٍ

ومضَى إلى الغاياتِ كلُّ مُبارِ

لكِ في الغُزاةِ النّاهضين بقومهم

عِظةُ الشعوبِ وعبرةُ الأقطارِ

غضبوا فما ركبوا إلى استقلالهم

إلا عُبابَ دمٍ ولُجَّةَ نارِ

ليس التغلُّبُ في الحياةِ لِمُدبرٍ

ذُلُّ الحياةِ عُقوبةُ الإدبارِ

المجدُ إقدامٌ ونهضةُ ثائرٍ

ما المجدُ مسكنةٌ وطولُ قرارِ

إن الشُّعوبَ إذا استقام سبيلُها

أمِنَتْ غَداةَ الجِدّ كلَّ عِثارِ