نبني وتهدم أيدي الجهل دائبة

نَبني وَتَهدِمُ أَيدي الجَهلِ دائِبَةً

فَمَن لَنا بِبِناءٍ غَيرِ مُنهَدِمِ

يا وَيحَ مِصرَ أَما تَنفَكُّ ثائِرَةً

لِحادِثٍ جَلَلٍ أَو نَكبَةٍ عَمَمِ

يا أُمَّةَ القبطِ وَالأَجيالُ شاهِدَةٌ

بِما لَنا وَلَكُم مِن صادِقِ الذِمَمِ

هَذي مَواقِفُنا في الدَهرِ ناطِقَةٌ

فَاِستَنبِئوها تُريحونا مِنَ التُهَمِ

إِن يَختَلِف مِنكُمو في الأمرِ مُختَلِفٌ

فَما لَنا اليَومَ غَيرُ اللَهِ مِن حَكَمِ

لا تَظلِموا الدينَ إِنَّ الدينَ يَأَمرُنا

بِما عَلِمتُم مِنَ الأَخلاقِ وَالشِيَمِ

مِنّا وَمِنكُم رِجالٌ لا حُلومَ لَهُم

وَلا يَفيئونَ لِلأَديانِ وَالحُرَمِ

أَنتُم لَنا إِخوَةٌ لا شَيءَ يُبعِدُنا

عَنكُم عَلى عَنَتِ الأَقدارِ وَالقِسَمِ

لَيسَ اللجاجُ بِمُدنٍ مِن رَغائِبِنا

وَلا الشقاقُ بِمُجدينا سِوى النَدَمِ

يا وَيحَ مِصرَ لِخُلفٍ لا رُكودَ لَهُ

إِلّا لِيَعصِفَ بِالأَقطارِ وَالأُمَمِ

مِثلُ البَراكينِ في الحالَينِ ما هَدَأَت

إِلّا لِتَقذِفَ بِالنيرانِ وَالحِمَمِ

وَلَو تَآلَفَ أَهلوها لَما بَقِيَت

مِن حاجَةٍ في ضَميرِ النيلِ وَالهَرَمِ

يا قَومِ ماذا يُفيدُ الخُلفُ فَاِتَّفقوا

وَقَوِّموا أَمرَكُم بِالحَزمِ يَستَقِمِ

صونوا العُهودَ وَكونوا أُمَّةً عَرَفَت

مَعنى الحَياةِ فَلَم تَعسِف وَلَم تَهِمِ

يا قَومِ لا تَغفَلوا إِنَّ العَدُوَّ لَهُ

عَينٌ تُراقِبُ مِنكُم زَلَّةَ القَدَمِ