نهض الغزاة فأين تمضي العير

نَهَضَ الغُزاةُ فأين تَمْضِي العِيرُ

أعَلَى الغمامِ إلى الشآمِ تَسيرُ

زَيْدُ بْنُ حارثةٍ يَطيرُ وَرَاءَها

مَا ظَنَّهَا بالنَّسرِ حِينَ يَطيرُ

مَهْلاً أبا سُفيانَ إنَّ طِلابَكُمْ

عَسِرٌ وإنَّ مُصَابَكم لَكَبيرُ

صَفْوَانُ يُرْعِدُ خِيفةً وحُوَيْطِبٌ

مِمَّا عَرَاهُ مُرَوَّعٌ مَذعُورُ

زُولُوا بأنفسِكم فَتِلْكَ حُتوفُها

غَضْبَى إليها بالسُّيوفِ تُشِيرُ

هِيَ غارةُ البَطَلِ المُظَفَّرِ مالكم

مِنه إذا خَاضَ الغِمَارَ مُجيرُ

ظَنُّوا الظنُّونَ بهِ فلمَّا اسْتَيْقَنُوا

زَالوا عَنِ الأموالِ وَهْيَ كَثيرُ

أَمْسَتْ تُساقُ إلى النبيِّ غَنيمةً

للَّهِ فيها فَضلُهُ المشكُورُ

هذا دليلُ العِيرِ غُودِرَ وَحْدَهُ

خَلْفَ الأُلَى خَذلُوهُ فَهْوَ أَسِيرُ

اللَّهُ أطلقَهُ على يدِ مُنْقِذٍ

هُوَ للأُسارَى المرهَقِينَ بَشِيرُ

عَقَدَتْ مِنَ الإسلامِ فوقَ جَبينِهِ

تاجاً عليهِ من الجلالةِ نُورُ

مَن علَّمَ القومَ العُكوفَ على الهوى

أنَّ الحياةَ جَهالةٌ وغُرور

تِلك المغانِمُ ما لها كَمُحَمَّدٍ

في النَّاسِ من أحدٍ إليهِ تَصِيرُ

هِيَ قُوَّةٌ لِلمُسْلِمينَ وَمَظهرٌ

للقائِمينَ على الجهادِ خَطيرُ

بُورِكْتَ يا زَيْدُ بنُ حارثةٍ فما

لكَ في الموالِي الصَّالِحينَ نَظيرُ

إيهٍ أميرَ الجندِ ليس كمثلهِ

جُندٌ ولا مِثلَ الأميرِ أميرُ