هل في جفونكما دمع لممتاح

هَل في جُفونِكُما دَمعٌ لِمُمتاحِ

لَم يَبقَ مِن دَمعِهِ رِيٌّ لِمُلتاحِ

في كُلِّ يَومٍ لِقَومي مَأتَمٌ جَلَلٌ

يودي بِمَجهودِ بَكّاءٍ وَنَوّاحِ

لَم يَبقَ غَيرُ سَوادِ العَينِ أَسفَحُهُ

دَمعاً لِعادٍ مِنَ الحِدثانِ مُجتاحِ

رَمى الشِهابَينِ مِن أُفقَيهِما وَسَما

لِلطائِرَينِ بِظُفرٍ مِنهُ جَرّاحِ

رَماهُما نَسرُهُ مِن بَعدِما اِحتَكَما

في الطَيرِ مِن كُلِّ غَدّاءٍ وَرَوّاحِ

مَرّا بِها وَهيَ فَوضى في مَسارحِها

فَاِهتاجَ غافِلُها وَاِستَوفَزَ الصاحي

حَيّاهُما كُلُّ نَعّابٍ وَحَفَّهُما

إِجلالٌ كُلِّ رَخيمِ الصَوتِ صَدّاحِ

رَدَّ العُقابُ جَناحَي نافِذٍ عَجِلٍ

وَأَمسَكَ النَسرُ مِن أَلحاظِ طَمّاحِ

وَأَقبَلَت أُمَمٌ لِلطَيرِ حاشِرَةً

تُصفي الوَلاءَ بِأَجسامٍ وَأَرواحِ

تَمَلَّكا الجَوَّ حَتّى قيلَ قَد أَخَذا

جَوَّ الكنانَةِ أَخذَ الماءِ بِالراحِ

لَمّا دَعاها بَشيرُ الريحُ فَاِزدَلَفَت

تَلقى رِكابَهُما في المَوكِبِ الضاحي

خَرّا شَهيدَينِ عَن عَرشَيهِما وَهَوى

مُلكاهُما بَينَ آلامٍ وَأَتراحِ

المُلكُ لِلَهِ كَم أَهوى بِمَملَكَةٍ

شَمّاءَ ما بَينَ إِمساءٍ وَإِصباحِ

رُزءُ الخِلافَةِ ذاقَت مِصرُ لَوعَتَهُ

فَما تُفيقُ وَلا تُصغي إِلى اللّاحي

مَحا العَزاءَ وَأَدمى كُلَّ جانِحَةٍ

فَما لِرَوعَتِهِ في القَلبِ مِن ماحِ

مَآتِمٌ مِن بَني عُثمانَ لا شَهِدوا

مِن بَعدِها غَيرَ أَعيادٍ وَأَفراحِ

بَنى الشَهيدانِ فَوقَ النَجمِ مَجدَهُمُ

في مُشرِقٍ مِن صَميمِ العِزِّ لَمّاحِ

قَومي الأُلى تَعرِفُ العَلياءُ مَوضِعَهُم

في مُلتَقى غُرَرٍ مِنها وَأَوضاحِ

تَأَلَّقوا في مَساري الشُهبِ وَاِنبَعَثوا

في عَرفِ كُلِّ ذَكِيِّ العَرفِ فَوّاحِ

جاءوا وَقَد نَضَتِ الدُنيا قَلائِدَها

فَقَلَّدوها بِأَسيافٍ وَأَرماحِ

لَو قيلَ لِلمَجدِ فيمَن أَنتَ مُنتَسِبٌ

لَأَفصَحَ المَجدُ عَنهُم أَيَّ إِفصاحِ

ما عالَجَ الناسُ مِن عَمياءَ مُقفَلَةٍ

إِلّا وَعاجَلَها قَومي بِمِفتاحِ

هُمُ أَطلَقوا الدَّهرَ مِن أَسرِ الفَسادِ وَهُم

ساسوا الأُمورَ فَزانوها بِإِصلاحِ

ما جِئتُهُم بِالقَوافي الغُرِّ مُمتَدِحاً

إِلّا وَجَدتُهُمو مِن فَوقِ تَمداحي