هنيئا أبا سفيان لا الذخر هين

هنيئاً أبا سُفيانَ لا الذخرُ هَيِّنٌ

ولا الأجرُ مَمنونٌ ولا أنت مَغبونُ

هو الغنمُ لم يُقْدَرْ لغير مُوفَّقٍ

له مشهدٌ في حَوْمَةِ الحربِ ميمونُ

حملتَ أبا سُفيانَ عَينكَ في يدٍ

بها الخيرُ في كلِّ المواطنِ مَقرونُ

وجِئتَ رسولَ اللهِ لا الوجهُ شاحبٌ

ولا العِطفُ مُزْوَرٌّ ولا القلبُ مَحزونُ

تقول له عَيني التي أنتَ ناظرٌ

مَضَتْ في سبيلِ اللهِ والحافزُ الدِّينُ

فقال إذا أحببتَ فالردُّ مُمكِنٌ

بِقُدرةِ ربِّ أمرُه الكافُ والنُّونُ

وإلا فأُخرَى عنده إن لَقِيتَهُ

وذلك وَعْدٌ عِندَ ربِّكَ مَضمونُ

فآثرتَ هَذِي ثمَّ ألقيتَ بالتي

حَمَلْتَ وما في الحقِّ أن يُؤثَرَ الدُّونُ

سَتَتْبَعُها في وَقعةِ الرُّومِ أخْتُها

إذا حانَ منها بعد ذلكمُ الحِينُ

فخيرٌ على خيرٍ ونُعمَى تزيدها

من اللهِ نُعمى سِرُّها عنك مَكنونُ

هنيئاً أبا سُفيانَ لا الرُّمحُ آسفٌ

ولا السَّيفُ مكروبٌ ولا العزمُ موْهونُ

عَطاؤُكَ في الهيجاءِ لم يُعْطَ مِثلَهُ

من النّاسِ إلا صادقُ البأسِ مأمونُ