وجدنا الحق عندك والصوابا

وجدنا الحقَّ عندكَ والصّوابا

فجئنا نُنصِفُ الوطن المُصابا

عَطفتَ عليه مُسْتَلَباً جريحاً

يُعاني في مصارعِه العذابا

فَصنتَ حياتَه وكشفتَ عنه

خُطوبَ الدّهرِ تدفعها صعابا

رضينا للكنانةِ مِنكَ عهداً

أضاء سبيلَها ومحا الضّبابا

مشت آمالُها بيضاً خُطاها

وقد كان السّوادُ لها خِضابا

تَؤمُّ مَطالِعَ الأنوارِ فَرْحَى

وتبتدرُ المسالكَ والشِّعابا

رَضينا عهدكَ الميمونَ فينا

فلسنا نَحفِلُ القومَ الغِضابا

أبا الأشبال كن للشَعبِ عوناً

فقد ملَّ الثّعالبَ والذّئابا

تخيّرتَ الرجالَ وقمتَ فيهم

تُدير الحكمَ سمحاً مُستطابا

سيوفُكَ للجهادِ الحقِّ شتَّى

وإنّ لنا لأَصْدَقَها ضِرابا

رأينا الشاذليَّ وكيف يمضي

إذا ما الأمرُ بعد الأمرِ نابا

فلم يَرَ مِثلَهُ رأياً وعزماً

ولم نَرَ فيه مَنقصةً وعابا

رأيتُ هوى البحيرةِ كيف يصفو

فكان لها جَزاء أو ثوابا