وزير الأمن مات الناس خوفا

وَزيرَ الأَمنِ ماتَ الناسُ خَوفاً

وَضَجَّت مِصرُ حَولَكَ بِالشِكايَهْ

رَوى زيدٌ وَحَدَّثَ عَنهُ عَمرٌو

فَما صَدَقَ الحَديثُ وَلا الرِوايَهْ

بِرَبِّكَ ما الَّذي تُبدي وَتُخفي

وَهَل لِلأَمرِ عِندَكَ مِن نِهايَهْ

بِأَيَّةَ خُطَّةٍ وَبأَيِّ حِزبٍ

تُريدُ بِنا الإِساءَةَ وَالنِكايَهْ

جَرَيتَ إِلى الوَراءِ بِلا عِنانٍ

فَماذا تَبتَغي وَلِأَيِّ غايَهْ

وَزيرَ الأَمنِ إِنَّ لِمِصرَ حَقّاً

وَإِنَّ الحُرَّ شيمَتُهُ الرِعايَهْ

أَتَكرَهُ أَن تَسودَ وَأَن تَراها

بِمَنزِلَةِ الطَليقِ مِنَ الوِصايَهْ

أَتَخشى الذُلَّ وَيحَكَ في بَنيها

إذا رُفِعَت بِها لِلعِزِّ رايَهْ

دَعاكَ الناصِحونَ إِلى التَأَنّي

وَعَلَّمَكَ الصَوابَ أُولو الدِرايَهْ

أَلا حَزمٌ مِنَ المَكروهِ واقٍ

فَإِنَّ الحَزمَ داعِيَةُ الوِقايَهْ

وَما في الأَرضِ أَسعَدُ مِن وَفِيٍّ

أَمينِ العَهدِ مَأمونِ الجِنايَهْ

يَرى الدُنيا بِعَينِ فَتىً كَريمٍ

كَبيرِ النَفسِ يوسِعُها زِرايَهْ

وَيَعلَمُ أَنَّ وَعدَ اللَهِ حَقٌّ

وَأَنَّ لَهُ الحُكومَةَ وَالوِلايَهْ

رَأَيتُ المَرءَ يَركَبُ كُلَّ صَعبٍ

وَيَطمَعُ أَن تُظَلِّلَهُ العِنايَهْ

أَظُنُّ القَومَ لا يَرجونَ أُخرى

وَلا يَخشَونَ عاقِبَةَ الغِوايَهْ

وَلا يَرضونَ دينَ الحَقِّ ديناً

وَلَو جاءَ الهُداةُ بِكُلِّ آيَهْ

سَتَنشَقُّ الغَيابَةُ بَعدَ حينٍ

عَنِ المُثلى وَتَنجابُ العَمايَهْ

إِذا تابَ العُصاةُ عَنِ الخَطايا

فَحَسبُكَ أَن تَتوبَ عَنِ الحِمايَهْ